صم
  أصَمَّ دُعاءُ عاذِلَتى تَحَجَّى ... بآخِرِنا وتَنْسَى أوَّلينا(١)
  والصّمّاء: الدَّاهية، كأنَّه من الصَّمَم، أي هو أمرٌ لا فُرجةَ له فيه. ومن ذلك اشتمالُ الصَّمّاء: أنْ تلتحفَ بثوبك ثم تُلقىَ الجانبَ الأيسر على الأيمن.
  والعرب تقول في تعظيم الأمر: «صَمِّى صَمَامِ». والأصل في ذلك قولهم: «صَمّت حصاةٌ بدَمٍ»، وذلك أنّ الدِّماء تكثُر في الأرض عند الوغَى، حتَّى لو أُلْقِيَتْ حصاةٌ لم يُسمَع لها وَقْع، وهو في قول امرئ القيس:
  بُدِّلتُ مِن وائلٍ وكِندةَ عَدوا ... نَ وفَهْماً صَمِّى ابنةَ الجبَلِ(٢)
  يريد تعظيمَ ما وقع فيه وأُدِّىَ إليه. وصِمام القارورة سمِّى بذلك لأنّه يسُدُّ الفُرْجة. وقولهم: صَمَّم في الأمر، إذا مضى فيه راكباً رأسَه، فهو من القياس الذي ذكرناه، كأنَّه لما أراد ذلك لم يسمع عَذْلَ عاذلٍ ولا نَهْىَ ناهٍ، فكأنّه أصمُّ.
  واشتُقَّ منه السَّيف الصَّمصام والصَّمصامة. ومنه صَمَّم، إذا عَضّ في الشئ فأثبت أسنانه فيه. والصَّمَّانُ: أرضٌ. وقال بعضهم: كلُّ أرضٍ إلى جنبِ رَمْلة فهي صَمَّانةٌ. وهذا صحيح؛ لأنَّ الرّمل فيه خَلَل، والصَّمَّانةُ ليست كذلك.
  ومن الباب: الصِّمْصِم(٣): الرّجُل الغليظ، وسمِّى بذلك لما ذكرناه، كأنَّه ليست في لحمه فُرجة ولا خَرْق. وكذلك الأسد صِمَّةٌ، كأنّه لا وصول إليه من وجه.
(١) البيت في اللسان (صمم؛ حجا).
(٢) البيت في اللسان (صمم)، وليس في ديوانه.
(٣) ويقال أيضا «صمصم» كعلبط.