معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

صلى

صفحة 300 - الجزء 3

  الصَّلَامة، ويقال بالكسر الصِّلَامة، فهي الفِرقة من النّاس، وسمّيت بذلك لانقطاعِها عن الجماعة الكثيرة. قال:

  لأمِّكم الويلاتُ أنّى أتيتمُ ... وأنتم صِلَاماتٌ كثيرٌ عديدُها⁣(⁣١)

صلى

  الصاد واللام والحرف المعتل أصلان: أحدهما النار وما أشبهها من الحُمَّى، والآخر جنسٌ من العبادة.

  فأمّا الأوّل فقولهم: صَلَيْتُ العُودَ بالنار⁣(⁣٢). والصَّلَى صَلَى النّار. واصطليت بالنّار. والصِّلَاءُ: ما يُصْطَلَى به وما يُذكَى به النَّار ويُوقَد. وقال⁣(⁣٣):

  تَجْعَلُ العودَ واليَلَنْجُوجَ والرَّنْ ... دَ صِلَاءً لها على الكانونِ⁣(⁣٤)

  وأما الثاني: فالصلَاةُ وهي الدُّعاء.

  وقال رسول اللَّه ÷:

  «إذا دُعِىَ أحدُكم إلى طعامٍ فليُجِبْ، فإنْ كان مفطراً فليأكلْ، وإن كَان صائماً فليصلّ».

  أي فليَدْعُ لهم بالخير والبركة. قال الأعشى:

  تقول بِنْتِى وقد قرَّبتُ مُرْتَحَلًا ... يا ربِّ جنِّبْ أبى الأوصابَ والوَجَعا⁣(⁣٥)

  عليكِ مثلُ الذي صَلَّيتِ فاغتَمِضِى ... نوماً فإنَّ لجَنْبِ المرءِ مُضطجَعا

  وقال في صفة الخمر:

  وقابَلَها الرِّيحُ في دَنِّها ... وصلّى على دَنِّها وارتَسمْ⁣(⁣٦)

  والصلاة هي التي جاء بها الشَّرع من الركوع والسُّجود وسائرِ حدود الصلاة.


(١) في الأصل: «أي أتيتم صلامات»، وتصحيحه وإكماله من المجمل.

(٢) زاد في المجمل: «إذا لينته».

(٣) هو أبو دهبل الجمحي كما في شرح القصائد السبع لابن الأنباري في البيت السابع من القصيدة السادسة.

(٤) الرند: العود الذي يتنخر به. وفي الأصل: «الزند»، تحريف.

(٥) ديوان الأعشى ٧٣.

(٦) ديوان الأعشى ٢٩ واللسان (رسم). وروى في الديوان: «وارتشم».