معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

صوت

صفحة 318 - الجزء 3

  أيضاً. والدّليلُ على صحّة هذا القياس تسميتُهم للصَّواب صَوْباً. قال الشاعر⁣(⁣١):

  ذَرِينى إنّما خطئى وصَوبِى ... علىَّ وإِنما أنفقتُ مالِى⁣(⁣٢)

  ويقال الصَّيِّب السّحاب ذو الصَّوْب. قال اللَّه تعالى: {أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّماءِ}. والصّوْب: النُّزول. قال:

  فَلَسْتَ لأنسىٍ ولكن لمْلأَكٍ ... تَنَزَّلَ من جوِّ السَّماءِ يَصوبُ⁣(⁣٣)

  ويقال للأمر إِذا استقرَّ قرارَه على الكلام الجاري مَجرى الأمثال:

  «قد صابت بِقُرّ». قال طرَفة:

  سادراً ... أحسَبُ غَيِّى رشَداً ... فتناهيتُ وقد صابَت بِقُرّ⁣(⁣٤)

  والتَّصويب: حَدَب في حَدور، لا يكون إلّا كذا. فأمّا الصُّيَّابة فالخِيار من كلِّ شئ، كأنه من الصَّوب، وهو خالصُ ماءِ السَّحاب، فكأنَّها مشتقّةٌ من ذلك.

صوت

  الصاد والواو والتاء أصلٌ صحيح، وهو الصَّوت، وهو جنسٌ لكلِّ ما وقَرَ في أذُن السَّامع. يقال هذا صوتُ زَيد. ورجل صيِّت،


(١) هو أوس بن غلفاء، كما في اللسان (صوب).

(٢) كذا ورد إنشاده. وصوابه: «وإن ما أهلكت مال»، بالقافية المرفوعة الروى. وقبله كما في اللسان:

ألا قالت أمامة يوم غول ... تقطع بابن غلفاء الحبال.

(٣) قال ابن برى: «البيت لرجل من عبد القيس يمدح النعمان. وقيل هو لأبى وجزة يمدح عبد اللّه بن الزبير، وقيل هو لعلقمة بن عبدة».

(٤) ديوان طرفة ٧٥.