معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

باب الهمزة والراء وما معهما في الثلاثي

صفحة 92 - الجزء 1

  لا يَفْرَحُون إذا ما فازَ فائزُهم ... ولا تُرَدُّ عليهم أُرْبَةُ العَسِرِ⁣(⁣١)

  أي هم سمحاءِ لا يَدْخُل عليهم عَسِرٌ يفسد أمورَهم. قال ابنُ الأعرابي:

  رجل أَرِبٌ إذا كان مُحكَم الأمر. ومن هذا الباب أرِبْتُ بكذا أي استعنْتُ.

  قال أوس:

  ولقد أرِبْتُ على الهُمومِ بجَسْرة ... عَيْرَانَةٍ بالرِّدفِ غيرِ لَجُونِ⁣(⁣٢)

  واللَّجون: الثقيلة. ومن هذا الباب الأُرَبَى، وهي الدّاهية المستنكَرة.

  وقالوا: سمِّيت لتأريب عَقْدِها كأنَّه لا يُقدَر على حَلِّها. قال ابنُ أحمر:

  فلما غَسَا ليْلِى وأيقنْتُ أنَّها ... هي الأُرَبَى جاءَتْ بأُمِّ حَبَوْكَرَى

  فهذه أصولُ هذا البِناء. ومن أحدها إرَابٌ، وهو موضع وبه سمِّى [يوم] إِراب⁣(⁣٣)، وهو اليومُ الذي غَزَا فيه الهُذَيل بن حسّان التغلبي بنى يربوع، فأغار عليهم. وفيه يقول الفرزدق:

  وكأنَّ راياتِ الهُذَيلِ إذا بدَتْ ... فَوْقَ الخَميسِ كَواسِرُ العِقْبانِ

  ورَدُوا إرَابَ بجحفل من وائل ... لجِب العَشِىِّ ضُبَارِكِ الأَقْرانِ⁣(⁣٤)

  ثم أغار جَزْء بن سعدٍ الرِّياحىُّ ببنى يربوعٍ على بكر بن وائلٍ وهم خلُوفٌ، فأصاب سَبْيَهم وأموالَهم، فالتقيا على إرَاب، فاصطلحا على أن


(١) سبق البيت في ص ٩٠ برواية أخرى.

(٢) في الأصل: «بالدف»، صوابه في الديوان ٢٩ واللسان (١: ٢٠٦).

(٣) انظر خبر اليوم في معجم البلدان والعقد (٣: ٣٦٢) والميداني (٢: ٣٦٥) والخزانة (٢: ١٩١ - ١٩٣).

(٤) الضبارك: الضخم الثقيل. وفي الأصل: «صبارك»، صوابه في الديوان ٨٨٢ واللسان (١٢: ٣٤٥).