باب الهمزة والراء وما معهما في الثلاثي
  لا يَفْرَحُون إذا ما فازَ فائزُهم ... ولا تُرَدُّ عليهم أُرْبَةُ العَسِرِ(١)
  أي هم سمحاءِ لا يَدْخُل عليهم عَسِرٌ يفسد أمورَهم. قال ابنُ الأعرابي:
  رجل أَرِبٌ إذا كان مُحكَم الأمر. ومن هذا الباب أرِبْتُ بكذا أي استعنْتُ.
  قال أوس:
  ولقد أرِبْتُ على الهُمومِ بجَسْرة ... عَيْرَانَةٍ بالرِّدفِ غيرِ لَجُونِ(٢)
  واللَّجون: الثقيلة. ومن هذا الباب الأُرَبَى، وهي الدّاهية المستنكَرة.
  وقالوا: سمِّيت لتأريب عَقْدِها كأنَّه لا يُقدَر على حَلِّها. قال ابنُ أحمر:
  فلما غَسَا ليْلِى وأيقنْتُ أنَّها ... هي الأُرَبَى جاءَتْ بأُمِّ حَبَوْكَرَى
  فهذه أصولُ هذا البِناء. ومن أحدها إرَابٌ، وهو موضع وبه سمِّى [يوم] إِراب(٣)، وهو اليومُ الذي غَزَا فيه الهُذَيل بن حسّان التغلبي بنى يربوع، فأغار عليهم. وفيه يقول الفرزدق:
  وكأنَّ راياتِ الهُذَيلِ إذا بدَتْ ... فَوْقَ الخَميسِ كَواسِرُ العِقْبانِ
  ورَدُوا إرَابَ بجحفل من وائل ... لجِب العَشِىِّ ضُبَارِكِ الأَقْرانِ(٤)
  ثم أغار جَزْء بن سعدٍ الرِّياحىُّ ببنى يربوعٍ على بكر بن وائلٍ وهم خلُوفٌ، فأصاب سَبْيَهم وأموالَهم، فالتقيا على إرَاب، فاصطلحا على أن
(١) سبق البيت في ص ٩٠ برواية أخرى.
(٢) في الأصل: «بالدف»، صوابه في الديوان ٢٩ واللسان (١: ٢٠٦).
(٣) انظر خبر اليوم في معجم البلدان والعقد (٣: ٣٦٢) والميداني (٢: ٣٦٥) والخزانة (٢: ١٩١ - ١٩٣).
(٤) الضبارك: الضخم الثقيل. وفي الأصل: «صبارك»، صوابه في الديوان ٨٨٢ واللسان (١٢: ٣٤٥).