معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

ضمر

صفحة 371 - الجزء 3

  فقالوا: الضَّمد: أن يغتاظ على من لا يقدر عليه، والغيظ أن يغتاظ على من يقدر عليه ومن لا. واحتجُّوا بقول النابغة. والقياس في هذه الكلمات واحد. ويقال الضَّمَد، بفتح الميم: الغابر من الحقّ. يقال لنا عند فلان ضمَدٌ، أي غابر حقٍّ، من مَعْقُلةٍ أو دين. وأصله شئٌ قد تجمَّع عندهم وبقي.

ضمر

  الضاد والميم والراء أصلان صحيحان: أحدهما يدلُّ على دِقّةٍ في الشئ، والآخر يدلُّ على غَيبةٍ وتستُّر.

  فالأوّل قولهم: ضَمَرَ الفرس وغيرُه ضَموراً، وذلك من خِفّة اللَّحم، وقد يكون من الهُزَال. ويقال للموضع الذي تُضمَّر فيه الخيل: المِضْمار. ورجل ضَمْرٌ:

  خفيف الجسم. واللؤلؤ المضْطِر: الذي في وسطه بعضُ الانضمام والانضمار⁣(⁣١).

  والآخر الضِّمَار، وهو المال الغائب الذي لا يُرجَى. وكلُّ شئٍ غابَ عنك فلا تكونُ منه عَلَى ثقةٍ فهو ضِمارٌ. [قال الشاعر⁣(⁣٢)]:

  وأَنْضَاءٍ أُنِخْنَ إلى سعيد ... طُروقا ثم عَجَّلْنَ ابتكارَا

  حمِدْنَ مَزارَهُ وأصَبْنَ منه ... عطاءً لم يكن عِدَةً ضِمارا

  ومن هذا الباب: أضْمَرتُ⁣(⁣٣) في ضميرِى شيئاً؛ لأنّه يُغيِّبه في قلبه وصدره.

ضمز

  الضاد والميم والزاء أصلٌ صحيح يدلُّ على إمساكٍ في كلام أو إمساكٍ على شئٍ بفم وما أشبَهَ ذلك. من ذلك ضَمَزَ البَعِيرُ: أَمسك عن الجِرّة. والضَّامز: السّاكت. وقال بشر:


(١) في الأصل: «الإضمار».

(٢) التكملة من المجمل. والبيتان للراعى في اللسان (ضمر).

(٣) في الأصل: «ضمرت»، صوابه في اللسان.