معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

[ظب

صفحة 463 - الجزء 3

  فإنَّ مَظِنَّة الجهلِ الشَّبابُ⁣(⁣١)

  والأصل الآخر: الشّكّ، يقال ظننت الشئَ، إذا لم تتيقّنْه. ومن ذلك الظِّنَّة:

  التُّهْمَةَ. والظَّنِين: المُتّهم. ويقال اظَّنَّنِى⁣(⁣٢) فُلانٌ. قال الشَّاعر:

  ولا كُلُّ مَن يَظَّنُّنِى أنا مُعْتِبٌ ... ولا كلُّ ما يُرْوَى علىَّ أقُول⁣(⁣٣)

  وربَّما جُعلت طاء، لأنّ الظّاء أُدغمت في تاء الافتعال. والظَّنُون: السَّيِّئُ الظنّ. والتَّظنِّى: إعمال الظَّنّ. وأصل التظَنِّى التظنُّن. ويقولون: سُؤْت به ظنًّا وأسأْت به الظّنّ، يدخلون الألف إذا جاءوا بالألف واللام. والظَّنُون: البِئر لا يُدرَى أفيها ماءٌ أمْ لا. قال:

  ما جُعِل الجُدُّ الظَّنُونُ الذي ... جُنِّب صَوبَ اللّجِبِ الماطرِ⁣(⁣٤)

  والدَّيْن الظَّنُون: الذي لا يُدرى أيقضى أم لا. والباب كلُّه واحد.

[ظب

  الظاء والباء] ما يصحُّ منه إِلّا كلمةٌ واحدة. يقال ما به ظَبْظَابٌ، أي ما به قَلَبَة. قال ابن السكِّيت: ما به ظبظابٌ⁣(⁣٥)، أي ما به عيبٌ ولا وجَع. قال الراجز:

  بُنَيَّتى ليس بها ظبظابٌ⁣(⁣٦)


(١) البيت أول بيت في مقطوعة له بالديوان ١٤. وكذا أنشده في اللسان (ظنن). وصدره:

فإن يك عامر قد قال جهلا.

(٢) أظن، بوزن افتعل، أصلها اظتن، قلبت التاء ظاء معجمة ثم أدغمت في نظيرتها. ومثله «اظلم» في قول القائل:

هو الجواد الذي يعطيك نائله ... عفواً ويظلم أحيانا، فيظلم.

(٣) أنشده في اللسان (ظنن) والمخصص (١٢: ٣١٩). وفي المجمل:

«ولا كل من يروى.. .».

(٤) البيت للأعشى، كما سبق في (جد ٤٠٧).

(٥) في إصلاح المنطق ٤٢٦: «ما به وذية ولا ظبظاب».

(٦) إصلاح المنطق ٤٢٦ واللسان (ظبب).