معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

ظهر

صفحة 472 - الجزء 3

  تميمَ بنَ بدر لا تكوننَّ حاجتي ... بِظهرٍ فلا يَخْفى عليك جوابُها⁣(⁣١)

  ومن الباب: هذا أمرٌ ظاهر عنك عارُه، أي زائل، كأنَّه إذا زال فقد صار وراء ظهرك. وقال أبو ذؤيب:

  وعَيَّرها الواشون أنِّى أحبُّها ... وتلك شَكاةٌ ظاهرٌ عنك عارُها⁣(⁣٢)

  ويقولون: إنَّ الظّهَرَة⁣(⁣٣): متاع البيت. وأحسب هذه مستعارة من الظَّهر أيضاً؛ لأنّ الإنسان يستظهِر بها، أي يتقوَّى ويستعين على ما نابَه. والظَّاهرة:

  أن ترِدَ الإبلُ كلَّ يومٍ نصفَ النَّهار. ويقولون: سلكْنا الظَّهْر: يريدون طريقَ البَرِّ، وذلك لظهوره وبروزه. ويقولون: جاء فلانٌ في ظَهْرَته وناهضتِه، أي قومه. وإنّما سُمُّوا ظَهْرَةً لأنّه يتقوَّى بهم. وقريشُ الظّواهِر سُمُّوا بذلك لأنّهم ينزلون ظاهرَ مكة. قال:

  قُريشِ البطاحِ لا قريشِ الظَّواهرِ⁣(⁣٤)

  وأقران الظَّهْر: الذين يجيئون من ورائك.

  وحكى ابن دريد⁣(⁣٥): «تظاهر القوم، إذا تدابروا، وكأنّه من الأضداد».


(١) في اللسان (ظهر):

«فلا يعيا على جوابها».

وفي الأغانى (١٩: ٣٦):

«فلا يخفى على.. .».

وفي ديوان الفرزدق ٩٥:

تميم بن زيد لا تهونن حاجتي ... لديك ولا يعيا على جوابها.

(٢) ديوان أبى ذؤيب ٣١ واللسان (ظهر).

(٣) الظهر، بالتحريك. وفي الأصل: «الظهيرة» صوابه في المجمل والقاموس واللسان.

(٤) لأبى خالد ذكوان، مولى مالك الدار. انظر معجم البلدان (٢: ٢١٣) حيث أنشد له:

فلو شهدتنى من قريش عصابة ... قريش البطاح لا قريش الظواهر

ولكنهم غابوا وأصبحت شاهدا ... فقبحت من مولى حفاظ وناصر

وقد سبق إنشاد البيت في (بطح).

(٥) في الجمهرة (٢٠: ٣٧٩).