معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

باب العين وما بعدها في المضاعف والمطابق والأصم

صفحة 14 - الجزء 4

  فاعتلّهُ الدّهرُ وللدّهرِ علَلْ

  والأصل الثالث: العِلّةُ: المرض، وصاحبُها مُعتلّ. قال ابنُ الأعرابىّ: عَلّ المريض يَعِلَّ عِلّة فهو عليل⁣(⁣١). ورجل عُلَلَة، أي كثير العِلَل.

  ومن هذا الباب وهو باب الضَّعف: العَلُّ من الرِّجال: المُسِنّ الذي تَضاءل وصغُر جسمُه. قال المتَنَخِّل:

  ليس بعلٍّ كبيرٍ لا حَرَاكَ به ... لكن أثيلةُ صافي اللَّوْن مقتَبَلُ⁣(⁣٢)

  قال: وكلُّ مسِنٍّ من الحيوان عَلٌّ. قال ابنُ الأعرابىّ: العَلّ: الضعيف من كِبَر أو مرض. قال الخليل: العَلُّ: القُرَاد الكبير. ولعلّه أن يكون ذهب إلى أنّه الذي أتت عليه مُدّةٌ طويلةٌ فصار كالمُسِنّ⁣(⁣٣).

  وبقيت في الباب: اليعاليل، وقد اختلفوا فيها، فقال أبو عَبيد: اليعاليل:

  سحائبُ بِيضٌ. وقال أبو عمرو: بئرٌ يعاليلُ صار فيها المطرُ والماء مرّةً بعد مرة.

  قال: وهو من العَلَل. ويَعاليلُ لا واحدَ لها. وهذا الذي قاله الشَّيبانىّ أصحّ؛ لأنّه أقْيَس.

  ومما شذَّ عن هذه الأصول إن صحّ قولُها إنّ العُلْعُل: الذّكر من القَنابر.

  والعُلْعُل: رأس الرَّهَابة مما يلي الخاصرة. والعُلْعُل: عُضو الرّجُل. وكلُّ هذا كلام


(١) في القاموس: «عَلَّ يَعِلّ، واعتلَّ، وأعلَّه اللَّه فهو مُعَلّ».

(٢) البيت في اللسان (علل ٤٩٧). وقصيدته في القسم الثاني من مجموعة أشعار الهذليين ٩٧ ونسخة الشنقيطي ... وسيأتي في (قبل).

(٣) وفي اللسان أيضا: «أبو سعيد: والعرب تقول: أنا علان بأرض كذا وكذا، أي جاهل».