معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

عفق

صفحة 54 - الجزء 4

  قال: أراد في المُنصَرَف عن الماء⁣(⁣١). قال: ويقال: عفَق بنو فلانٍ [بنى فلانٍ]، أي رجَعوا إليهم. وأنشد:

  عَفْقاً ومن يرعى الحُمُوضَ يعْفِقِ⁣(⁣٢)

  والمعنى أنّ من يرعى الحموض تَعطَشُ ماشيتُه سريعاً فلا يجدُ بُدَّا من أن يَعْفِق، أي يرجعَ بسُرعة.

  ومن الباب: عفَقَه عن حاجته، أي ردَّه وصَرَفه عنها. ومنه التعفُّق، وهو التصرُّف والأخْذ في كلِّ وجهٍ مشياً لا يستقيم، كالحيّة.

  قال أبو عمرو: العَفْق: سرعة رَجع أيدي الإبل وأرجلِها. قال:

  يَعْفِقْنَ بالأرجل عَفْقاً صُلْبا

  قال أبو عمرو: وهو يعفِّق الغنم، أي يردُّها عن وجوهها. ورجلٌ مِعفاق الزِّيارة لا يزال يجئ ويذهب. ويذكر عن بعض العرب أنّه قال: «انتلى فيها تأويلات⁣(⁣٣) ثم أعْفِق»، أي أقضى بقايا من حوائجي ثم أنصرف.

  قال ابن الأعرابي: تَعَفَّقَ بالشئ، إذا رجع إليه مرّةً بعد أخرى. وأنشد:

  تَعفَّقَ بالأرظَى لها وأرادَها ... رجالٌ فبذَّتْ نبلَها وكليبُ⁣(⁣٤)


(١) في اللسان: «في منعفقها، أي في مكان عفق العير إياها. وعفق العير الأتان يعفقها عفقا:

سفدها. وعفقها عفقا، إذا أتاها مرة بعد مرة».

(٢) في اللسان (حمض، عفق): «غبا» بدل «عفقا». والذي أنشده في المجمل: «من يرع الحموض يعفق»، بحذف الكلمة الأولى وجزم «يرع».

(٣) كذا وردت هذه الكلمات في الأصل.

(٤) البيت لعلقمة الفحل في ديوانه ١٣٢ والمفضليات (٣: ١٩٢) واللسان (عفق).

والرواية في جميعها: «فبذت نبلهم».