معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

عقو

صفحة 78 - الجزء 4

  عَقيبُ صاحبِه. ويعقِّبان، إذا جاء اللّيلُ ذهب النَّهارُ، فيقال عَقَّب اللّيلُ النّهارَ وعقب النهارُ اللّيل. وذكر ناسٌ من أهل التفسير في قوله تعالى: {لَهُ مُعَقِّباتٌ} مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ قال: يعنى ملائكةَ اللّيلِ والنّهار، لأنهم يتعاقبون.

  ويقال إنَّ العَقِيب الذي يُعاقب آخَرَ في المركَب، وقد أعقَبْتُه، إذا نزلْتَ ليركب.

  ويقولون: عَقِبَ علىَّ في تلك السِّلعة عَقَبٌ، أي أدركني فيها دَرَكٌ⁣(⁣١).

  والتَّعقِبَة: الدَّرَك.

  ومن الباب: عاقبت الرجل مُعاقَبة وعُقوبةً وعِقابا. واحذَر العقوبةَ والعَقْب. وأنشَد:

  فنعمَ والِى الحُكْمِ والجارُ عمر ... لَيْنٌ لأهل الحقِّ ذو عَقْبٍ ذكَرْ⁣(⁣٢)

  ويقولون: إنّها لغةُ بنى أسد. وإنّما سمِّيت عقوبة لأنَّها تكون آخراً وثانىَ الذَّنْب. وروى عن [ابن] الأعرابىّ: المعاقِب الذي أدْرك ثأره. وإنَّما سمى بذلك للمعنى الذي ذكرناه⁣(⁣٣). وأنشد:

  ونحنُ قتَلنا بالمُخارِق فارساً ... جزاءَ العُطاسِ لا يموتُ المعاقِبُ⁣(⁣٤)

  أي أدركنا بثأره قَدْرَ ما بين العُطاس والتّشميت. ومثله:


(١) هذا اللفظ ومعناه مما لم يرد في المعاجم المتداولة.

(٢) البيتان أشبه بأن يكونا من أرجوزة العجاج التي يمدح بها عمر بن عبيد اللَّه بن المعمر وليسا في ديوانه المطبوع. والبيت الثاني في اللسان (عقب ١١٠).

(٣) في الأصل: «ذكره».

(٤) أنشده في اللسان (عقب ١١٠).