معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

عكو

صفحة 104 - الجزء 4

  من الباب الذي قبلَه، بل يدلُّ على تجمُّعٍ أيضاً. يقال: للإبل عُكوبٌ على الحوض، أي ازدحام.

  وقال الخليل: العَكَب: غِلظٌ في لَحْىِ الإنسان. وأمَةٌ عكباء: عِلْجَة جافية الخَلْق، من آمٍ عُكْبٍ. ويقال عَكَبت حولَهم الطّير، أي تجمَّعَتْ، فهي عُكُوبٌ. قال:

  تظلُّ نُسورٌ من شَمَامِ عليهما ... عُكُوباً مع العِقبان عقبانِ يَذْبُل⁣(⁣١)

  ويقال العَكَب: عَوَج إبهام القدم، وذلك كالوَكَع. وهو من التضامِّ أيضاً. وقال قومٌ: رجلٌ أعكب، وهو الذي تدانت أصابع رجلِه بعضِها من بعض.

  قال الخليل: العَكوب: الغُبار الذي تثِير الخيلُ. وبه سمِّى عُكَابة ابن صَعْب. قال بشر:

  نَقلناهُم نَقلَ الكلابِ جرَاءَها ... على كلِّ مَعلوبٍ يثور عَكُوبُها⁣(⁣٢)

  والغُبار عَكُوبٌ لتجمُّعه أيضاً. قال أبو زيد: العُكاب: الدُّخان، وهو صحيح، وفي القياس الذي ذكرناه.

  ومن الباب: رجل عِكَبٌّ، أي قصيرٌ. وكلُّ قصيرٍ مجتمعُ الخلق.

  فأمّا قول الشيبانىّ: يقال: قد ثار عَكُوبُهُ، وهو الصَّخَب والقتال، فهذا إنما هو على معنى تشبيهِ ما ثار: الغبار الثائر والدُّخان. وأنشد:

  لَبينما نحنُ نرجو أن نصبِّحكم ... إذْ ثار منكم بنصف الليل عَكُّوبُ⁣(⁣٣)

  والتشديد الذي تراه لضرورة الشِّعر.


(١) البيت لمزاحم العقيلي، كما في اللسان (عكب).

(٢) البيت من قصيدة له في المفضليات (٢ - ١٢٩ - ١٣٣). وأنشده في اللسان (عكب، علب). وفي الأصل: «كل العكوب»، صوابه باللام.

(٣) في الأصل: «أن نصححكم».