معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

علو

صفحة 113 - الجزء 4

  قال الخليل: أصل هذا البناء العُلُوّ. فأمّا العَلاء فالرِّفعة. وأمّا العُلُوّ فالعظمة والتجبُّر. يقولون: علا المَلِك في الأرض عُلُوًّا كبيراً. قال اللَّه تعالى: {إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الْأَرْضِ}. ويقولون: رجلٌ عالي الكعب، أي شريف. قال:

  لما عَلَا كعبك لي عَلِيتُ⁣(⁣١)

  ويقال لكلِّ شئٍ يعلُو: علا يَعْلُو. فإن كان في الرِّفعة والشرف قيل عَلِىَ يَعْلَى. ومن قَهَر أمراً فقد اعتلاه واستعلى عليه وبه، كقولك استولى. والفَرَس إذا جرى في الرِّهان فبلغ الغايةَ قيل: استعَلى على الغاية واستولَى. وقال ابن السِّكّيت:

  إنّه لمُعتَلٍ بحمله، أي مضطلعٌ به. وقد اعتلَى به. وأنشد:

  إنّى إذا ما لم تَصِلْنى خُلّتِى ... وتباعدَتْ مِنِّى اعتليتُ بعادَها⁣(⁣٢)

  يريد علوت بعادها⁣(⁣٣). وقد علَوتُ حاجتي أعلوها عُلُوَّا، إذا كنتَ ظاهراً عليها. وقال الأصمعىّ في قول أوس:

  جَلَّ الرُّزْء والعالي⁣(⁣٤)

  أي الأمر العظيم الذي يَقهر الصّبرَ ويغلبُه. وقال أيضاً في قول أميّة ابن أبي الصَّلت:


(١) أنشده في اللسان (علا ٣١٨) شاهدا للغة على، كرضى، يعلى في الشرف، ويقال أيضا فيه: علا يعلى. والبيت لرؤبة، كما في اللسان، وهو في ديوانه ٢٥ من أرجوزة يمدح بها مسلمة بن عبد الملك قال ابن سيده: «ووجه إنشاده علا كعبك بي»، أي أعلانى.

(٢) البيت في مجالس ثعلب ٤١٣ واللسان (علا ٣٢٦).

(٣) في الأصل: «علوتها بعادها». وفي اللسان: «علوت بعادها ببعاد أشد منه».

(٤) البيت في ديوان أوس بن حجر ٢٢، وهو مطلع قصيدة:

يلعين لابد من سكب وتهمال ... على فضالة جل الرزء والعالي.