معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

باب العين والميم وما يثلثهما

صفحة 139 - الجزء 4

  فأمّا قوله تعالى: {فِي عَمَدٍ} مُمَدَّدَةٍ، أي في شِبْه أخْبيةٍ من نار ممدودة.

  وقال بعضهم: {فِي عَمَدٍ} وقرئت في عُمُد وهو جمع عِماد.

  وقال المبرّد: رجل مُعمَد، أي طويل. والعِماد: الطُّول. قال اللَّه تعالى: {إِرَمَ ذاتِ الْعِمادِ}، أي ذات الطُّول.

  وفي الحديث⁣(⁣١): «هو رفيع العماد، طَويل النِّجَاد».

  قال أبو عبيد: عَمَدْتُ الشئ: أقمته، فهو معمود. وأعْمدته بالألف إعماداً، أي جعلت تحته عَمَداً. ومن الباب: العُمُدّ، الدال شديدة والعين والميم مضمومتان:

  الشابُّ الممتلئ شباباً. وهو العُمُدَّانىّ، والجمع العُمُدَّانيُّون. وامرأةٌ عمُدَّانيّة، أي ذات جسمٍ وعَبالة. ومن الباب العَمود: عِرق الكَبِد الذي يَسقيها. ويقال للوَتين:

  عَمود السَّحْر. قال: وعمود البطن: شِبْهُ عِرقٍ ممدود من لَدُن الرُّهابة إلى دُوَيْن لسُّرَّة في وسطه يُشقُّ عن بطن الشاة. ويقولون أيضاً: إنَّ عمودَا البَطْن: الظَّهر والصُّلب؛ وإنما قيل عَمودَا البطنِ لأنّ كل واحدٍ منهما معتمِد على الآخر.

  ومن الباب: ثرًى عَمِدٌ، وذلك إذا بلّته الأمطار. قال:

  وهل أَحْطِبَنَّ القومَ وهي عرِيّةٌ ... أُصولَ ألَاءٍ في ثَرًى عَمِدٍ جَعْدِ⁣(⁣٢)

  قال أبو زيد: عَمِدَت الأرض عَمَداً، أي رسخ فيها المطر إلى الثَّرَى حتى إذا قبضْتَ عليه تعقَّدَ في كفِّكَ وجَعُد. ويقولون: الزمْ عُمْدَتَك، أي قَصْدَك.

  قد مضى هذا الباب على استقامةٍ في أصوله وفروعه، وبقيت كلمةٌ، أما نحن فلا ندري ما معناها، ومن أي شئ مأخذها، وفيما أحسب إنّها من الكلام الذي


(١) هو حديث أم زرع. انظر المزهر (٢: ٥٣٢).

(٢) نسب في اللسان (حطب) إلى ذي الرمة، وليس في ديوانه. وأورده ناشره في ملحقاته ص ٢٨، وورد في المخصص (١١: ٢٢) بدون نسبة.