معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

عمق

صفحة 144 - الجزء 4

عمق

  العين والميم والقاف أصلٌ ذكره ابنُ الأعرابىّ، قال:

  العُمْقُ إذا كان صفةً للطريق فهو البعد، وإذا كان صفةً للبئر فهو طول جِرابِها.

  قال الخليل: بئرٌ عميقة، إذا بعُد قعرُها وأعْمَقَها حافرُها. ويقولون ما أبعَدَ عماقَةَ هذه الرّكيّة⁣(⁣١)، أي ما أبعدَ قعرها.

  ومن الباب: تعمَّق الرّجلُ في كلامه، إذا تنطَّع. وذكر ابنُ الأعرابي عن بعضِ فُصحاء العرب: رأيت خَليقة فما رأيتُ أعمق منها. قال: والخليقة:

  البئر الحديثة الحفرِ.

  والذي بَقى في الباب بعد ما ذكرناه أسماء الأماكن، أو نباتٌ. وقد قلنا:

  إنَّ ذلك لا يكاد يجئ على قياسٍ، إلّا أنَّا نذكُره. فعَمْق: أرضٌ لمزينة.

  قال ساعدة:

  [لمّا رأى عَمْقاً ورجَّع عُرضَه ... هَدْراً كما هدَر الفنيق المعصبُ⁣(⁣٢)

  والعِمْقى: موضع. قال أبو ذؤيب]:

  لمّا ذكرتُ أخا العِمْقى تأوَّبَنى ... هَمٌّ وأفْرَدَ ظهري الأغلبُ الشِّيحُ⁣(⁣٣)

  والعِمْقَى من النّبات مقصور. قال يونس: جملٌ عامق، إذا كان يَرعى العِمْقَى. ويقال: أُعَامِقُ: اسمُ موضعٍ. قال الأخطل:


(١) العماقة، ذكرت في القاموس ولم تذكر في اللسان.

(٢) ديوان الهذليين (١: ١٧٣)، واللسان (عمق)، وإيراد هذا الشاهد ضروري لصحة الكلام. وباقي التكملة بعده يقتضيها كذلك صحة الاستشهاد التالي. وقد استأنست في رتق هذا الفتق بما ورد في اللسان.

(٣) ديوان الهذليين (١: ١٠٥)، واللسان (عمق).