معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

عنج

صفحة 152 - الجزء 4

  قال ابنُ الأعرابىّ: عَنَجْت الدّلو وأعْنَجْتُها. قال أبو زيد: العَنْج: جذبُك رأسَها وأنت راكبُها. يعنى النّاقة. قال أبو عُبيدة: من أمثالهم في الذي لا يَقبل الرِّياضة: «عَوْدٌ يُعَلّم العَنْج». وأما الذي ذكرناه من قوله:

  وبعض القول ليس له عِناجٌ

  فقال أبو عمرو بن العلاء: العِناج في القول: أن يكون [له] حصاةٌ فيتكلَّم بعلمٍ ونَظر؛ وإذا لم يكن له عِناج خرجَ منه ما لا يريد صاحبُه: ومعنى هذا الكلام ألَّا يكون لكلامه خِطام ولا زِمام، فهو يذهب بحيث لا معنى له. وتقول العرب: عِناج أمْرِ فلان، أي مَقَاده ومِلاك أمره. وأمّا العُنْجوج فالرَّائِع من الخيل، والجمع عناجيج. قال الشّاعر:

  نحنُ صَبَحْنا عامراً وعَبْسا ... جُرْداً عناجيجَ سبقْن الشَّمْسا⁣(⁣١)

  فمحتملٌ أن يكون اسماً موضوعاً من غير قياس كسائر ما يشذُّ عن الأصول، ومحتمل أن يكون سمِّى بذلك لطوله أو طول عنقِه، فقياسٌ بالحبل الطويل.

  قال أبو عبيدة: العُنجوج من الخيل: الطويل العُنق، والأنثى عنجوجة.

  ومما يؤيِّد هذا التَّأويلَ قولهم: استقام عُنْجُوج القومِ، أي سَنَنُهم. فهذا يصحِّح ذاك؛ لأن السَّنَن يمتدُّ أيضاً.

  وممَّا حُمِل على هذا تشبيهاً قولُهم: عناجيج الشَّباب، وهي أسبابه. قال ابن أحمر:

  ومضَتْ عناجيجُ الشّبابِ الأغْيَدِ

  ويقولون: رجل مِعْنَج، إذا تعرَّض في الأمور، كأنّه أبدًا يمدُّ بسبب منها فيتعلَّق به.


(١) في الأصل: «سبقنا الشمسا».