معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

عنص

صفحة 157 - الجزء 4

  صحَّ فهو يدلُّ على تمرُّسٍ بشئ. يقولون: فلانٌ يُعَانِشُ النَّاسَ، أي يقاتلهم ويتمرَّس بهم. ويُعانِش: يظالم. وينشدون:

  إذاً لأتاه كلُّ شاكٍ سِلاحُه ... يُعانِشُ يومَ البأس ساعِدهُ جَزْلُ

  ويقولون: عانشت الرّجل: عانقتُه. وينشدون لساعِدَة:

  عِناشُ عَدُوٍّ لا ينالُ مُشَمِّراً ... بِرَجْلٍ إذا ما الحربُ شُبَّ سعيرُها⁣(⁣١)

  وهذا إن لم يكن من باب الإبدال وأن يكون الشين بدلًا من القاف فما أدرى كيف هو. ونرجو أن يكون صحيحاً إن شاء اللَّه.

  قال ابن دريد⁣(⁣٢): عنَشت الشئ أعنِشُهُ عَنْشاً، إذا عطفتَه. وهذا أيضاً قريبٌ من الذي ذكرناه.

عنص

  العين والنون والصاد أُصَيل صحيحٌ على شئ من الشَّعْرَ.

  قال الخليل: العُنْصُوة: الخُصْلة من الشَّعر. قال الشاعر:

  لقد عَيَّرَتْنِى الشَّيبَ عرسي ومَسَّحت ... عناصِىَ رأسي فهي من ذاك تعجبُ

  ومما يُقاس على هذا قولُهم: بأرضِ بنى فلانٍ عَنَاصٍ من النَّبت؛ وكذلك الشَّعر إذا كان قليلًا متفرِّقا، الواحدة عُنصُوَة. قال أبو النَّجم:

  إن يُمْسِ رأسي أشمطَ العَناصِى ... كأنما فرَّقَه مُناصِى⁣(⁣٣)

  قال الفرّاء: يقال: ما بقي من مالِه إلّا عَنَاصٍ، وذلك إذا بقِى منه اليسير.

  قال ابنُ الأعرابي: العُنْصُوة: قُنزُعة في جانب الرأس.


(١) ديوان الهذليين (٢: ٢١٥) واللسان (عنش).

(٢) في الجمهرة (٣: ٦٢).

(٣) الرجز في اللسان (عنص، نصى).