معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

[باب العين والنون وما يثلثهما]

صفحة 161 - الجزء 4

  قال يونس بن حَبيب: عنَقتُ البعير، إذا ضربتَ عنقَه، كما يقال رَأسْتُهُ.

  قال الخليل: يقال تعنَّق الأرنبُ في العانِقاء، وهو جُحْرٌ مملوء تراباً رخواً يكون للأرنب واليربوعِ إذا خافا. وربَّما دخل ذلك التراب، فيقال: تعنّق؛ لأنَّه يدسُّ رأسَه وعنقَه فيه ويمضى حتَّى يصيرَ تحته.

  قال ابنُ الأعرابىّ: العانقاء: ترابُ لُغَّيزَى اليربوع⁣(⁣١) وتراب مجراه.

  ولغَّيزاه: حَفْراهُ في جانِبَى الجُحْر⁣(⁣٢). قال قُطرب: عنُق الرّحِم: ما استدقّ منها ممَّا يلي الحَيَاء. قال أبو حاتم: عنق الكَرِش: أسفَلُها. قال: والعُنُق والقِبَّة شئٌ واحد. ويقال: عنَّقَت كوافير النَّخل⁣(⁣٣)، إذا طالت ولم تفلّق، وهو التعنيق.

  يقال بُسْرةٌ معنِّقة، إذا بقي منها حول القِمَع مثل الخاتَم، وذلك إذا بلغ الترطيبُ قريباً من قِمَعها. والأعنَق: رجلٌ من العرب، وهو قيس بن الحارث بن همام، وسَمَّيَهُ لطول عنُقه. وينسب إليه قوم يقال لهم بنو الأعنق، وهم بطنٌ من وائل ابن قاسط. وقوم آخرون من اليمن يقال لهم بنو العَنْقاء. قال الخليل: العنقاء ثعلبة ابن عمرو بن مالك، من خزاعة، قال قوم: سُمِّيَه لطول عنُقه، وذهب بلفظه إلى تأنيث العنُق. كقولهم:

  وعنترةُ الفَلْحاء⁣(⁣٤)


(١) يقال لغيزى، بتشديد الغين وتخفيفها، في الأصل: «لغزى»، كما هي في الموضع التالي:

«لغزاه»، صوابهما ما أثبت.

(٢) في الأصل: «الحفر».

(٣) ورد اللفظ وتفسيره في القاموس، ولم يرد في اللسان.

(٤) قطعة من بيت لشريح بن بحير بن أسعد التغلبي. أنشد له في اللسان (فلح):

ولو أن قومي قوم سوء أذلة ... لأخرجنى عوف بن عوف وعصيد

وعنترة الفلحاء جاء ملأما ... كأنه فند من عماية أسود

وعصيد هذا هو حصن بن حذيفة. أو عيينة بن حصن.