معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

عهر

صفحة 170 - الجزء 4

  وأقبل عليها. قال الخليل: وذلك أن يَمضِىَ الوسمىُّ ثم يردُفَه الرَّبيع بمطرٍ بعد مطر، يدرك آخرُه بلَلَ أوّلِه ودُمُوثتَه⁣(⁣١). قال: وهو العَهْد، والجمع عِهاد.

  وقال: ويقال: كلُّ مطر يكونُ بعد مطَرٍ فهو عِهاد. وعُهِدت الرَّوضةُ، وهذه روضةٌ معهودة: أصابها عِهادٌ من مطَر. قال الطرِمَّاح:

  عقائل رملةٍ نازَعْنَ منها ... دُفوفَ أقاحِ مَعهودٍ وَدينِ⁣(⁣٢)

  المعهود: الممطور. وأنشد ابنُ الأعرابىّ:

  ترى السَّحاب العَهْد والفتوحا⁣(⁣٣)

  الفتوح: جمع فتح، وهو المطر الواسع. وقال غير هؤلاء: العِهاد: أوّل الرَّبيع قبل أن يشتد القُرّ، الواحدة عَهْدة. وكان بعض العربِ يقول: العِهاد من الوسمىِّ وأوائل الأمطار يكون ذُخْراً في الأرض، تَضرب لها العروقُ، وتُسْبِط⁣(⁣٤) الأرض بالخضرة، فإنْ كانت لها أَوَلِيَةٌ وتَبِعات فهي الحَياء، وإلَّا فليست بشئ.

  ويقولون: كان ذلك على عَهِد فُلانٍ وعِهْدانِه. وأنشدوا:

  لستَ سُليمانُ كعِهْدانِك

عهر

  العين والهاء والراء كلمة واحدة لا تَدُلّ على خير، وهي الفجور.

  قال الخليل وغيره: العَهرُ: الفجور. والعاهر: الفاجر. يقال عَهِر وعَهَرَ عَهْراً


(١) في الأصل: «ودنونته».

(٢) ديوان الطرماح ١٧٧ واللسان (ودن).

(٣) كذا في الأصل. وفي المخصص (٩: ١١٧): «يرعى السحاب»، وفي (١٠: ١٧٢):

«ترعى جميم العهد»، ثم قال: «ورواه الأصمعي بالياء». وفي اللسان (فتح):

كأن تحتى مخلفا قروحا ... رعى غيوث العهد والفتوحا.

(٤) الإسباط: الامتداد. وفي الأصل: «وتسليط».