معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

عوج

صفحة 180 - الجزء 4

  حتى إذا عُجْن من أجيادهنَّ لنا ... عَوْجَ الأخِشّة أعناقَ العناجيجِ⁣(⁣١)

  يعنى عطفَ الجواري أعناقَهنّ كما يَعطِف الخِشاش عُنقَ النّاقة. وكلُّ شئٍ تعطفه تقول: عُجْتُه فانعاج. قال رؤبة:

  وانعاجَ عُودِى كالشَّظيفِ الأخْشَنِ⁣(⁣٢)

  قال الخليل: والعَوَج: اسمٌ لازم لما تراه العُيون في قَضيبٍ أو خشَب أو غيرِه وتقول: فيه عَوَجٌ بيِّنٌ. والعَوَج: مصدر عَوِج يَعْوَج عِوَجاً. ويقال اعوجَّ يعوجُّ اعوِجَاجا وعَوَجاً. فالعَوَج مفتوح في كلِّ ما كان منتصِباً كالحائط والعُود، والعِوَج ما كان في بساط أو أمرٍ نحو دينٍ ومَعاش. يقال منه عودٌ أعوجُ بيِّن العَوَج. والنَّعت أعوج وعَوْجاء، والجمع عُوجٌ. والعُوج من الخيل: التي في أرجلها تحْنيب. وأمّا الخيل الأعوجيَّة فإنّها تُنسَب إلى فرسٍ سابقٍ كان في الجاهليّة، والنِّسبة إليه أعوجىّ. ويقال: هو من بنات أعوج. وقال طفيل:

  بَنات الوجيهِ والغُراب ولاحقٍ ... وأعوج تَنْمى نِسبةَ المتنسِّبِ⁣(⁣٣)

  ويمكن أن يكون سمِّى بذلك لتحْنيبٍ كان به. وأمّا قولُهم: ناقةٌ عاجٌ، وهي المِذعان في السَّير اللَّيِّنة الانعطاف، فمن الباب أيضاً. قال ذو الرُّمَّة:


(١) ديوان ذي الرمة ٧٢ واللسان (عوج). وصواب إنشاده: «تسقى». ومفعول هذا الفعل قوله في البيت التالي:

صوادى الهام والأحشاء خافقة ... تناول الهيم أرشاف الصهاريج.

(٢) ديوان رؤبة ١٦١ واللسان (عوج، شظف).

(٣) ديوان طفيل ٢٢ واللسان (وجه) وخيل ابن الكلبي ٩.