معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

عور

صفحة 184 - الجزء 4

  قال الخليل: تقول أعوذ باللَّه، جلَّ ثناؤُه، أي ألجأ إليه تبارك وتعالى، عَوْذاً أو عِياذاً. ذكر أيضاً أنّهم يقولون: فلانٌ عياذٌ لك، أي ملجأ. وقولهم:

  مَعاذَ اللَّه، معناه أعود باللَّه. وكذا أستعيذ باللَّه.

  وقال * رسول اللَّه للتي استعاذت منه: «لقد عُذْتِ بمَعَاذ».

  قال: والعُوذة والمَعَاذة: التي يُعوَّذ بها الإنسان من فَزَعٍ أو جُنون. ويقولون لكلٍّ أنثى إذا وضعت: عائذ. وتكون كذا سبعةَ أيّام. والجمع عُوذ. قال لَبيد:

  والعِينُ ساكنةٌ على أطلائها ... عُوذٌ تأجَّلُ بالفَضاء بِهامُها⁣(⁣١)

  تأجَّلُ: تَصير آجالًا⁣(⁣٢)، أي قُطُعا. وإنّما سمِّيت لما ذكرناه من ملازمة ولدِها إيّاها، أو ملازمتِها إيّاه.

عور

  العين والواو والراء أصلانِ: أحدهما يدلُّ على تداوُلِ الشّئ، والآخر يدلُّ على مرضٍ في إحدى عيني الإنسان وكلِّ ذي عينَين.

  ومعناه الخلوُّ من النظر. ثم يُحمَل عليه ويشتقُّ منه.

  فالأوّل قولهم: تعاوَرَ القومُ فلاناً واعتورُوه ضرباً، إذا تعاوَنُوا، فكلَّما كَفَّ واحدٌ ضَربَ آخر. قال الخليل: والتّعاوُرُ عامٌّ في كلِّ شئ. ويقال:

  تعاوَرَت الرِّياحُ رسماً حَتَّى عَفَته، أي تواظبت عليه. قال الأعشى:

  دِمنةٌ قفرةٌ تعاوَرَها الصَّي ... فُ بريحينِ من صَباً وشَمال⁣(⁣٣)


(١) من معلقته المشهورة.

(٢) الآجال: جميع أجل بالكسر، وهو القطيع. وفي الأصل «اجلالا»، تحريف.

(٣) ديوان الأعشى ٣ واللسان (عور).