معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

عيق

صفحة 197 - الجزء 4

  والعيُوف من الإبل: الذي يَشَمّ الماء وهو عطشانُ فيدعُه، وذلك لأنّه يتكرّهُه.

  وربما جُهِد فشرِبَه. قال ابن [أبى] ربيعة:

  فسافَت وما عافت وما صَدَّ شربها ... عن الرِّىِّ مطروقٌ من الماء أكدرُ⁣(⁣١)

  ومن هذا القياس عِيافةُ الطَّير، وهو زَجْرُها. وهو من الكراهة أيضاً، وذلك أن يرى غُراباً أو طائراً غيرَه أو غير ذلك فيتطيَّر به. وربّما قالوا للمتكهِّن عائف.

  قال الأعشى:

  ما تَعِيفُ اليومَ في الطَّيْرِ الرَّوَحْ ... من غُراب الطَّيرِ أو تيسٍ بَرَحْ⁣(⁣٢)

  وقال:

  لقَدْ عَيْثَرْتَ طيْرَكَ لو تعيفُ⁣(⁣٣)

عيق

  العين والياء والقاف لم يذكر الخليل فيه شيئاً، وهو صحيح.

  يقولون: العَيقة: ساحل البحر. قال الهذلىّ⁣(⁣٤):

  [سادٍ تجرَّمَ في البَضِيع ثمانياً ... يُلوِى بَعيقاتِ البِحارِ ويُجنَبُ⁣(⁣٥)]

  وقد أومأ الخليل إلى أنَّ هذا مستعمل، وليس من المهمل، فقال في كتابه:


(١) ديوان ابن أبي ربيعة ٥ برواية: «ومارد شربها».

(٢) ديوان الأعشى ١٥٩ والحيوان (٣: ٤٤٢) واللسان (روح، عيف). وقد سبق في (روح).

(٣) عجز بيت للمغيرة بن حبناء في اللسان (عثر). وصدره:

لعمر أبيك باصخر بن ليلى

وفي الأصل: «قد عثيرت» صوابه من اللسان. وعيثر الطير: رآها جارية فزجرها.

(٤) هو ساعدة بن جؤبة الهذلي، كما في اللسان (سأد، بضع، عيق، جنب، سدا) وديوان الهذليين (١: ١٧٢).

(٥) موضع البيت بياض في الأصل.