معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

باب العين والياء وما يثلثهما

صفحة 204 - الجزء 4

  فأمّا قولهم للمَيْل في الميزان عين فهو من هذا أيضاً؛ لأنَّ العَيْن كالزِّيادة في الميزان⁣(⁣١).

  وقال الخليل: العِينَة: السَّلَف، يقال تعيَّنَ فلانٌ من فلانٍ عِينةً، وعيَّنَهُ تعييناً. قال الخليل: واشتقّت من عين الميزان، وهي زيادتُه. وهذا الذي ذكره الخليلُ [صحيحٌ]؛ لأن العِينة لا بدّ أن تجرّ زيادة⁣(⁣٢).

  ويقال من العِينة: اعتَانَ. وأنشد:

  فكيف لنا بالشُّرب إنْ لم تكن لنا ... دراهمُ عند الحانَوِىِّ ولا نَقْدُ⁣(⁣٣)

  أنَدَّانُ أم نعتانُ أمْ ينبرى لنا ... فتًى مثل نَصْل السَّيف أبرزَه الغِمْدُ⁣(⁣٤)

  ومن الباب عَين الرَّكِيَّة، وهما عينانِ كأنهما نُقرتانِ في مقدَّمها.

  * * * فهذا باب العين والياء وما معهما في الثلاثي. فأمَّا العين والألف فقد مضى ذِكرُ ذلك، لأنَّ الألف فيه لا بدّ [أن] تكون منقلبةً عن ياء أو واو، وقد ذكر ذلك⁣(⁣٥) واللَّه أعلم.


(١) لابن فارس أبيات سرد فيها معاني العين. انظر ما سبق في مقدمة الكتاب ص ١٣ - ١٤ من الجزء الأول.

(٢) في الأصل: «أن يجره زيادة». وانظر الكلام على (العينة) بتفصيل في اللسان (١٧: ١٨١ - ١٨٢).

(٣) أنشده في اللسان (حنا) برواية: «دوانق عند الحانوى»، وفي المخصص (١١: ٨٩) وسيبويه (٢: ٧١) واللسان (عون): «دوانيق». ونسبه الأعلم إلى الفرزدق، أو ذي الرمة، أو أعرابي. ونسب في اللسان (عون) إلى ذي الرمة.

(٤) في الأصل: «لم ينبرى لنا فتى مثل نصف السيف». وفي اللسان (عون): «شيمته الحمد».

(٥) خالف هنا صنيعه في المجمل فإنه عقد هناك بابا للعين والألف وما يثلثهما، ثم قال: «وإنما نذكر هذا بألفاظه تقريباً على المبتدئ».