معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

عبث

صفحة 206 - الجزء 4

  تعبّدا. فالمتعبِّد: المتفرِّد بالعبادة. واستعبدتُ فلاناً: اتخذتُه عبداً. وأمّا عَبْد في معنى خَدَم مولاه⁣(⁣١) فلا يقال عبَدَه، ولا يقال يعبُد مَولاه. وتعبَّدَ فلانٌ فلاناً، إذا صيَّره كالعبد له وإن كان حُرَّا. قال:

  تَعبَّدَنى نَمْرُ بنُ سعدٍ وقد أُرى ... ونَمِرْ بنُ سعدٍ لي مطيع ومُهْطِعُ⁣(⁣٢)

  ويقال: أعْبَدَ فلانٌ فلاناً، أي جعله عبداً. ويقال للمشركين: عَبَدة الطّاغوتِ والأوثان، وللمسلمين: عُبّادٌ يعبدون اللَّه تعالى. وذكر بعضُهم: عابد وعَبَد، كخادم وخَدَم. وتأنيثُ العَبْد عَبْدَةٌ، كما يقال مملوك ومملوكة. قال الخليل:

  والعِبِدَّاء⁣(⁣٣): جماعة العَبِيد الذين وُلِدُوا في العُبودة.

  ومن الباب البعير المعبَّد، أي المهنُوء⁣(⁣٤) بالقَطِران. وهذا أيضاً يدلُّ على ما قلناه لأنّ ذلك يُذِلُّه ويَخفِض منه. قال طرفة:

  إلى أن تحامَتْنِى العشيرةُ كلُّها ... وأُفرِدْتُ إفرادَ البَعير المعبَّدِ⁣(⁣٥)

  والمعبّد: الذّلول، يوصَف به البعير أيضاً.

  ومن الباب: الطريق المُعَبَّد، وهو المسلوك المذلَّل.

  والأصل الآخَر العَبَدة، وهي القُوّة والصّلابة؛ يقال هذا ثوبٌ له عَبَدة، إذا كان صَفيقاً قويَّا⁣(⁣٦). ومنه علقمة بن عَبَدَة، بفتح الباء.


(١) عبارة اللسان: «وأما عبد خدم مولاه فلا يقال عبده».

(٢) البيت في اللسان وأساس البلاغة (عبد، هطع).

(٣) يقال بالمد، وبالقصر.

(٤) في الأصل، «أي المهناء». والمهنوء: المطلى.

(٥) البيت من معلقته المشهورة.

(٦) في الأصل: «ضعيفا قويا»، وهو من مستطرف التحريف.