معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

عتم

صفحة 224 - الجزء 4

  بقوّة وشدّة. قال اللَّه تعالى: {خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ} إِلى سَواءِ الْجَحِيمِ⁣(⁣١).

  ولا يكون عَتْلًا إلّا بجفاءٍ وشِدّة. وزعم قومٌ أنّهم يقولون: لا أنعتِل معك:

  أي لا أنقاد معك.

عتم

  العين والتاء والميم أصلٌ صحيح يدلُّ على إبطاء في الشّئ أو كفٍّ عنه. قال الخليل: عَتَّم الرجل يُعَتِّم، إذا كفَّ عن الشئ بعد المضىِّ فيه، وعَتَم يَعْتم. وحملتُ على فُلانٍ فما عتَّمت أن ضربتُه، أي ما نَهنَهت وما نكَلت وما أبطأت.

  وفي الحديث: أنّ رسول اللَّه ÷ غرس كذا وَدِيّةً [فما عتَّمَتْ منها وَدِيَّة⁣(⁣٢)].

  أي ما أبطأت، حتّى عَلِقت. وقال:

  مجامع الهام ولا يُعْتَمُ

  أي لا يُمْهَل ولا يُكَفّ. وقال:

  ولستُ بوَقَّافٍ إذا الخَيلُ أحجمت ... ولستُ عن القِرن الكمىِّ بعاتمِ

  قال: والعَتَمة هو الثُّلث الأوّل من اللِّيل بعد غيبوبة الشَّمسِ والشَّفَق.

  يقال أعْتَمَ القومُ، إذا صاروا في ذلك الوقت. وجاء الضَّيفُ عاتما، أي مُعْتِماً في تلك السَّاعة.

  ومما شذَّ عن هذا الباب العتم⁣(⁣٣): الزَّيتون البرّىّ. قال النابغة⁣(⁣٤):


(١) قرأ بضم التاء ابن كثير ونافع وابن عامر ويعقوب، ووافقهم ابن محيصن والحسن. وقرأ الباقون بكسر التاء. إتحاف فضلاء البشر ٣٨٩ واللسان (عتل).

(٢) التكملة من اللسان (عتم).

(٣) يقال بضم وبضمتين، وبالتحريك.

(٤) هو النابغة الجعدي، اللسان (ضرو، برقش، هيل، عتم) والأغانى (٦: ٦٤) ومعجم البلدان (براقش، هيلان). وانظر الحيوان (٥: ٤٥٣).