معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

عدو

صفحة 250 - الجزء 4

  العَدْوَى فقال الخليل: هو طلبك إلى والٍ أو قاضٍ أن يُعدِيَك على مَن ظَلَمك أي يَنقِم⁣(⁣١) منه باعتدائه عليك. والعَدْوَى ما يقال إنّه يُعدِى، من جَرَبٍ أو داء⁣(⁣٢).

  وفي الحديث: «لا عَدْوَى ولا يُعدِى شئٌ شيئا».

  والعُدَواء كذلك⁣(⁣٣).

  وهذا قياسٌ، أي إذا كان به داءٌ لم يتجاوزْه إليك. والعَدْوَة: عَدوَة اللّصّ وعدوة المُغِير. يقال عدا عليه فأخَذَ مالَه، وعدا عليه بسيفه: ضَرَبه لا يريد به عدواً على رجليه، لكن هو من الظُّلم. وأما قوله:

  وعادت عَوادٍ بيننا وخُطُوب⁣(⁣٤)

  فإنّه يريد أنّها تجاوَزَتْ حتَّى شغلت. ويقال: * كُفَّ عنا عادِيَتَك.

  والعادية: شُغل من أشغال الدَّهر يَعدُوك عن أمرك، أي يَشغلُك. والعَدَاء:

  الشُّغْل. قال زُهير:

  فصَرَّمْ حَبلَها إذْ صرَّمتهُ ... وعَادَك أن تلاقِيَها عَداء⁣(⁣٥)

  فأمَّا العِدَاء فهو أن يُعادِىَ الفرسُ أو الكلبُ [أو] الصَّيّادُ بين صيدين⁣(⁣٦)، يَصرع أحدَهما على إثر الآخر. قال امرؤ القيس:


(١) في الأصل: «ينقسم».

(٢) في الأصل: «أوداب».

(٣) انفرد بذكر هذه اللغة لهذا المعنى. وليس في سائر المعاجم إلا فرس ذو عدواء، إذا لم يكن ذا طمأنينة وسهولة. ومكان ذو عدواء، أي ليس بمطمئن. وعدواء الشوق: ما برح بصاحبه. والعدواء أيضاً: إناخة قليلة. والعدواء كذلك: بعد الدار.

(٤) عجز بيت لعلقمة الفحل في ديوانه ١٣١ والمفضليات ١٩١. وصدره:

يكلفنى ليلى وقد شط وليها

وفي الأصل: «عدت عواد»، تحريف.

(٥) الديوان ٦٢. وفي اللسان بعد إنشاده: «قالوا: معنى عادك عداك، فقلبه».

(٦) في المجمل: «أن يعادى الفرس أو الصائد بين الصيدين».