معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

عذب

صفحة 260 - الجزء 4

  فباتَ عَذُوباً⁣(⁣١) للسَّماء كأنّه ... سُهيلٌ إذا ما أفردَتهُ الكواكبُ

  فأمّا قول الآخر:

  بِتنَا عُذُوباً وباتَ البَقُّ يلْسِبُنا ... عند النُّزول قِراناً نبْحُ دِرْواسِ⁣(⁣٢)

  فممكن أن يكونَ أراد: ليس بيننا وبين السَّماء سِتر، وممكنٌ أن يكون من الأول إذا باتُوا لا يأكلون ولا يَشرَبون.

  وحكى الخليل: عذَّبتُه تعذيباً، أي فَطَمتُه. وهذا من باب الامتناع مِن المأكل والمَشرَب.

  وبابٌ آخرُ لا يُشبِه الذي قبله: العَذاب، يقال منه: عذَّب تعذيباً.

  وناسٌ يقولون: أصل العَذاب الضَّرب. واحتجُّوا بقول زُهير:

  وخَلْفَها سائقٌ يحدُو إذا خَشيت ... منه العَذابَ تمدُّ الصُّلبَ والعُنُقا⁣(⁣٣)

  قال: ثم استُعِير ذلك في كلِّ شِدّة.

  وبابٌ آخرُ لا يُشبِه الذي قبله، يقال لطَرَف السَّوط عَذَبة، والجمع عَذَب. قال:

  غُضْفٌ مهرَّتَة الأشداقِ ضارية ... مثلُ السَّراحين في أعناقها العَذَبُ⁣(⁣٤)

  والعَذَبة في قضيب البعير: أسَلتُه. والعُذَيب: موضع.


(١) أنشده في اللسان (عذب).

(٢) هذا إنشاد غريب، ففي الحيوان (٢: ٢٢):

بتنا وبات جليد الليل يضربنا ... بين البيوت قرانا نبح درواس

وفي اللسان (لسب، بقق، شوى):

بتنا عذوبا وبات البق يلسبنا ... نشوى القراح كأن لاحى بالوادي

ورواية اللسان (ندل) والتبريزي (١: ٣٨٤): «عند الندول»، بفتح النون بعدها دال وذكر أنه اسم رجل وصدره فيهما:

«بتناوبات سقيط الطل يضربنا».

(٣) ديوان زهير ٣٩.

(٤) ديوان ذي الرمة ٢٣ واللسان (عذب).