معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

عرص

صفحة 268 - الجزء 4

  الخليلُ صحيح، إلّا أنَّ العَرْص إنما هو السَّقْف بتلك الخشبةِ وسائرِ ما يتمُّ به التسقيف.

  وقال الخليل أيضاً: العَرَّاص من السَّحاب: ما أظَلَّ من فوقُ فقرُبَ حتى صار كالسَّقْف، لا يكون إلّا ذا رعدٍ وبرق. فقد قاس الخليلُ قياس ما ذكرناه من الإظلال في السَّقْف والسَّحاب. وأنشد:

  يَرْقَدُّ في ظِلِّ عَرَّاصٍ ويَطرده ... حفيفُ نافجةٍ عُثْنُونُها حَصِبُ⁣(⁣١)

  ألا تَراهُ جعل له ظِلًّا.

  والأصل الآخر الدالُ على الاضطراب. قال الخليل: العَرّاص أيضاً من السَّحاب:

  ما ذهبت به الرِّيح وجاءت. قال: وأصل التعريص الاضطراب، ومنه قيل:

  رُمحٌ عَرَّاصٌ، لاضطرابه إذا هُزَّ. قال أبو عمرو: ويقال ذلِك في السَّيف أيضاً، وذلك لبَريقِه ولمَعانه. ورُمحٌ عَرَّاصُ المهزَّة، وبرقٌ عَرَّاص. قال:

  وكلّ غادٍ عَرِصِ التَّبَوُّجِ

  ومن الباب: عَرْصَة الدّار، وهي وَسْطها، والجمع عَرَصات وعِراص⁣(⁣٢) قال جميل:

  وما يُبكيكَ من عَرَصاتِ دارٍ ... تَقَادَمَ عهدُها ودنا بِلَاها

  ويقال: سمِّيت عَرصةً لأنَّها كانت ملعباً للصبيان ومُختَلَفاً لهم يضطربون فيه كيف شاءوا. وكان الأصمعىُّ يقول: كلُّ جَوْبة⁣(⁣٣) مُنْفتقة ليس فيها بناءٌ فهي عَرصة.


(١) البيت لذي الرمة في ديوانه ٣٢ واللسان (رقد، نفج، عرص).

(٢) في الأصل: «وعريص»، تحريف.

(٣) في الأصل: «حبوبه»، تحريف.