معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

عرف

صفحة 282 - الجزء 4

  فأمّا العَرِيف فقال الخليل: هو القيِّم بأمرِ قومٍ قد عَرَف عليهم. قال:

  وإنّما سمِّى عريفاً لأنَّه عُرِف بذلك. ويقال بل العِرَافة كالوِلاية، وكأنَّه سمِّى بذلك ليعرف أحوالهم.

  وأمّا عرفات فقال قومٌ: سمِّيت بذلك لأنَّ آدمَ وحواءَ @ تعارَفَا بها. وقال آخرون: بل سمِّيت بذلك لأنَّ جبريل # لما علّم إبراهيم # مَناسِكَ الحجّ قال له: أعَرفت⁣(⁣١)؟ وقال قومٌ: بل سمِّيت بذلك لأنَّه مكانٌ مقدَّس معظَّم، كأنَّه قد عُرِّف.

  كما ذكرنا في قوله تعالى:

  {وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَها لَهُمْ}. والوقوف بعَرَفاتٍ تعريف. والتعريف:

  تعريف الضَّالة واللّقْطة، أن يقول: مَن يَعرِف هذا؟ ويقال: اعتَرَف بالشَّىْء، إذا أقرَّ، كأنّه عَرفَه فأقرَّ به. ويقال: النَّفس عَروف، إذا حُمِلت على أمرٍ فباءت به⁣(⁣٢) أي اطمأنَّت. وقال:

  فآبُوا بالنِّساء مُرَدَّفاتٍ ... عوارفَ بعد كِنٍّ واتِّجاحِ⁣(⁣٣)

  من الوِجاح، وهو السِّتْر.

  والعارف: الصابر، يقال أصابته مصيبةٌ فوُجِد عَرُوفاً، أي صابراً.

  قال النَّابغة:

  على عارفاتٍ للطِّعان عَوابِسٍ ... بهنّ كلُومٌ بين دامٍ وجالِبِ⁣(⁣٤)


(١) زاد بعده في المجمل: فقال نعم».

(٢) في الأصل: «بساءت به».

(٣) ويروى: «وابتحاح» و: «وابتجاح»، كما في اللسان (عرف).

(٤) ديوان النابغة ٥.