معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

أمت

صفحة 138 - الجزء 1

  أميراً⁣(⁣١). ومن هذا الباب الإِمَّرُ الذي لا يزال يستأمِر النّاس وينتهى إلى أمرهم.

  قال الأصمعيّ: الإمّرُ الرّجل الضعيف الرّأى الأحمق، الذي يَسمعُ كلامَ هذا [وكلام هذا⁣(⁣٢)] فلا يدرِى بأىِّ شئ يأخُذ. قال:

  ولستُ بِذِى رَثْيَةٍ إِمَّرٍ ... إذا قِيدَ مُستكْرَهاً أَصْحَبَا⁣(⁣٣)

  وتقول العرب: «إذا طلعت الشِّعرَى سَحَراً، ولم تَرَ فيها مَطراً، فلا تُلْحِقَنَّ فيها إمَّرَةً ولا إمَّراً»⁣(⁣٤)، يقول: لا تُرسِل في إبلك رجلًا لا عقل له.

  وأمّا النمّاء فقال الخليل: الأَمرُ النمّاءُ والبَرَكة وامْرَأَةٌ أَمِرَةٌ أي مباركةٌ على زوجها. وقد أَمِرَ الشَّئُ أي كثُر. ويقول العرب: «من قَلَّ ذلَّ، ومن أَمِر فَلّ⁣(⁣٥)» أي من كثُرَ غَلَبَ. وتقول: أمِرَ بنو فلان أمَرَةً⁣(⁣٦) أي كثُروا وولدَتْ نَعَمُهُم. قال لبيد:

  إنْ يُغْبَطُوا يَهْبِطُوا وإِنْ أَمِرُوا ... يَوْماً يصيروا للهُلْكِ والنَّفَدِ⁣(⁣٧)

  قال الأصمعىّ: يقول العرب: «خيرُ المالِ سِكَّةٌ مَأْبُورَة، أوْ مُهْرَةٌ مأمورة» وهي الكثيرةُ الولدِ المبارَكة. ويقال: أمَرَ اللَّه ماله وآمَرَه. ومنه «مُهرةٌ مأمورة»


(١) يقال أمر وأمر وأمر، بفتح الهمزة وتثليث الميم.

(٢) زدتها مطاوعة للسياق.

(٣) البيت لامرئ القيس في ديوانه ١٥٦ واللسان (أمر ٩٢): والرثية: الضعف، والحمق.

وفي الأصل واللسان: «ريئة» صواب روايته من الديوان وأمالي ثعلب ٤٥ واللسان (٢: ٩).

(٤) انظر أمالي ثعلب ص ٥٥٨.

(٥) بالفاء، والتي قبلها بالقاف من القلة. وفي اللسان (١٤: ٤٦) بالفاء في الموضعين، محرف.

(٦) في الأصل: «أمارة» صوابه من القاموس، يقال: أمر أمراً وأمرة.

(٧) البيت في ديوان لبيد ص ١٩ طبع فينا ١٨٨٠. وقد أنشده في اللسان (هبط ٣٠٠) برواية:

«يوماً فهم للفناء.. .».

وفي (أمر ٨٨):

«يوما يصيروا للهلك والنكد».

وهذه الأخيرة هي رواية الديوان.