معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

عسك

صفحة 314 - الجزء 4

  تَنَمَّى بها اليَعسوبْ حتى أقرَّها ... إلى مألَفٍ رَحْبِ المَبَاءةِ عاسِلِ

  ويقال للذي يَشْتارُه: عاسل.

  وفي الحديث: «إذا أراد اللَّه بعبدٍ خيراً عَسَلَه⁣(⁣١)».

  وهو من هذا، ومعناه طيَّبَ ذِكرَه وحلَّاهُ في قلوب النَّاس بالصَّالح من العمل. من قولك عَسَلْتُ الطَّعامَ، أي جعلتُ فيه عَسلًا. وفلانٌ معسول الخُلُق، أي طيِّبه. وعَسَلْتُ فلاناً: جَعلتُ زادَه العسل. والعرب تقول: «فلانٌ ما يُعرَف له مَضْرِب عَسَلة»، أي لا يُعرَفُ له أصل. ومثله «لا يُعرَفُ له مَنْبِض عَسَلَة».

  والأصل الثاني: العَسَلانُ، وهو شِدّةُ اهتزازِ الرُّمح إذا هززتَه. يقال:

  عَسَل يَعْسِلُ عَسَلاناً، كما يَعْسِلُ الذّئبُ، إذا مَضى مُسرِعاً. والذِّئب عاسل، والجمعُ عُسَّل وعَواسل. ويقال رمحٌ عَسَّالٌ. وقال:

  كلّ عَسّالٍ إذا هُزَّ عَسَلْ

  وقال في الذِّئبِ:

  عَسَلانَ الذِّئبِ أمسى قارباً ... بَرَدَ اللّيلُ عليه فنَسَل⁣(⁣٢)

  وعَسَل الماء، إذا ضَربته الرِّيح فاضطَرب وأنشد:

  حَوْضاً كأنَّ ماءَه إذا عَسَلْ⁣(⁣٣)

  والدَّليل يَعْسِل في المفازة، إذا أسرع. وقال في ذلك:

  عَسَلْتُ بُعَيْدَ النَّوم حتى تقطَّعَتْ ... نفانِفُها واللّيلُ بالقومِ مُسْدِفُ


(١) في اللسان: «عسله في الناس».

(٢) البيت للبيد، كما في اللسان (عسل، نسل). ويروى للنابغة الجعدي.

(٣) أنشده في اللسان (عسل) والمخصص (٤: ٩٣). وقبله:

قد صبحت والظل غض ما زحل.