معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

عشو

صفحة 322 - الجزء 4

عشو

  العين والشين والحرف المعتل أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على ظلامٍ وقِلّةٍ وُضوحٍ في الشئ، ثم يفرَّع منه ما يقاربُه. من ذلك العِشاء، وهو أوّل ظلامِ اللّيل. وعَشْواءُ اللّيل: ظُلمتُه. ومنه عَشَوْتُ إلى ناره. ولا يكون ذلك إلّا أن تَخْبِط إليه الظَّلام. قال الحطيئة:

  متى تأتِهِ تعشُو إلى ضوءِ ناره ... تجدْ خير نارٍ عندها خيرُ مُوقِدِ⁣(⁣١)

  والعاشية: كلُّ شئٍ يعشُو باللَّيل إلى ضوءِ نار. والتَّعاشى: التَّجاهُل في الأمر. قال:

  تَعُدُّ التَّعاشِىَ في دينها ... هُدًى، لا تُقُبِّلَ قُربانُها

  والعَشِيُّ: آخر النَّهار. فإذا قلت عَشِيَّة فهو ليومٍ واحد. تقول: لقيتُه عِشيَّةَ يومِ كذا، ولقيتُه عشيَّةً من العشيَّات. وهذا الذي حُكى عن الخَليل فهو مذهبٌ، والأصحُّ عندنا أن يقال في العَشِىّ مثلُ ما يقال في العَشِيَّة. يقال: لقيته عَشِىَّ يومِ كذا⁣(⁣٢)، كما يقال عَشِيَّة يوم كذا، إذ العشىُّ إنّما هو آخِر النَّهار.

  وقد قيل: كلُّ ما كان بعد الزَّوال فهو عَشِىّ. وتصغر العَشِيَّة عُشيْشِيَة. والعَشاء ممدود مهموز بفتح العين، هو الطَّعام الذي يُؤكَل مِن آخِر النَّهار وأوَّل اللّيل.

  قال الخليل: والعَشا، مقصور: مصدر الأعشى، والمرأة عَشْواء، ورجال عُشوٌ، وهو الذي لا يُبصِر باللّيل وهو بالنَّهار بصير. يقال عَشَى يَعْشِى عَشًى.

  قال الأعشَى:


(١) ديوان الحطيئة ٢٥ واللسان (عشا).

(٢) في الأصل: «عشية يوم كذا».