معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

باب العين والشين وما يثلثهما

صفحة 326 - الجزء 4

  هذا قد حُكى. فأمّا الخليل فقد حكى وقال: لا يكادون يُفرِدُون العِشْر.

  وذكر أنَّ قولهم قدُورٌ أعْشار وأعاشير، إنَّما معناه أنّها مكسّرة على عَشْر قِطَع.

  وقال امرؤ القيس:

  وما ذَرَفَتْ عيناكِ إلا لتَضْرِبى ... بسهمَيْكِ في أعشارِ قلبٍ مقتَّلِ⁣(⁣١)

  وذكر الخليل أيضاً أنّه يُقال لجَفْن السَّيف إذا كان مكسَّراً أعشار. وأنشد:

  وقد يَقطعُ السَّيفُ اليماني وجفنُه ... شَبارِيقُ أعشارٌ عُثِمْنَ على كَسْرِ⁣(⁣٢)

  قال: والعُشَارىُّ: ما بلغ طولُه عَشْرَ أذرُع. وعاشوراء: اليومُ العاشر من المحرَّم.

  فأمَّا الأصل الآخَر الدَّالُّ على المخالطة والمداخَلَة فالعِشْرة والمعاشَرة. وعَشِيرُك:

  الذي يعاشرُك. قال: ولم أسمع للعَشِير جمعاً، لا يكادون يقولون هم عُشَراؤك، وإذا جمعوا قالوا: هم مُعاشِرُوك. قال: وإنّما سمِّيت عَشِيرة الرّجُل لمعاشرةِ بعضهم بعضاً، حتَّى الزّوجُ عشيرُ امرأتِه. وجاء

  في الحديث في ذكر النساء: «إنّكن تُكْثِرْن اللّعْن وتكْفُرْن العَشِير⁣(⁣٣)».

  ويقال عاشَره مُعاشرةً جميلة. وقال زهير:

  لعمرُكَ والخطوبُ مغيِّراتٌ ... وفي طول المعاشرة التقالى⁣(⁣٤)


(١) البيت من معلقته المشهورة.

(٢) البيت في اللسان (عثم). وكلمة «أعشار» ساقطة من الأصل.

(٣) في اللسان: «قال النبي : «إنكن أكثر أهل النار. فقيل: لم يا رسول اللّه؟ قال: لأنكن تكثرن اللعن وتكفرن العشير».

(٤) أول أبيات أربعة قالها حين طلق امرأته أم أوفى. ديوان زهير ٣٤٢.