معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

باب العين والصاد وما يثلثهما

صفحة 333 - الجزء 4

  وقال الأعشى:

  قد يَتْرُكُ الدّهرُ في خَلْقَاءَ راسيةٍ ... وَهْياً ويُنزِل منها الأَعصَمَ الصَّدَعا⁣(⁣١)

  ويقال: غرابٌ أعْصَم، إذا كان ذلك الموضع منه أبيض، وقلّما يُوجَد. قال ابنُ الأعرابىّ: العُصْمة في الخيل بياضٌ قلَّ أو كثُر، باليدين دون الرجلين فيقولون:

  هو أعصَمُ اليدين. وكلُّ هذا قياسُه واحد، كأنَّ ذلك الوَضَحَ أثرٌ ملازمٌ لليد كما قلناه في عصم الحِنَّاء.

  ومن الباب العِصْمة: القِلادة، سمِّيت بذلك للزومِها العُنق. قال لبيدٌ فجمعها على أعصام، كأنه أراد جمع عُصْم:

  حتَّى إذا يَئِس الرُّماةُ وأرسَلُوا ... غُضْفاً دواجنَ قافِلًا أعصامُها⁣(⁣٢)

  ومن الباب: عِصام المحْمِل: شِكاله وقَيْدُه الذي يُشَدُّ به عارضاه. وعصامُ القِربة: عِقالٌ نحو ذراعين، يُجعلُ في خُرْبَتى المزادتين لتلتقيا. وقد أعْصَمْتهما جعلت لهما عِصاماً. قال تأبَّط شراً.

  وقِرْبةِ أقوامٍ جعلتُ عصامَها ... على كاهلٍ مِنِّى ذَلولٍ مُرَحَّلِ⁣(⁣٣)

  قال: ولا يكون للدَّلْوِ عِصام.

  ومن الباب مِعْصم المَرْأة، وهو موضعُ السِّوارَين مِن ساعدَيها. وقال

  فاليومَ عندك دَلُّها وحديثُها ... وغَداً لغيرك كَفُّها والمِعصمُ⁣(⁣٤)


(١) ديوان الأعشى ٧٣ واللسان (خلق)، وقد سبق في (خلق).

(٢)؟ من معلقته المشهورة.

(٣) يروى البيت كذلك لامرئ القيس في معلقته. وفي اللسان: «وقيل لتأبط شرا، وهو الصحيح».

(٤) أنشده في اللسان (عصم).