معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

عصوى

صفحة 335 - الجزء 4

  تَصِفُ السُّيوفَ وغيركم يَعْصَى بها ... يا ابنَ القُيونِ وذاك فِعْلُ الصَّيْقلِ⁣(⁣١)

  وقال آخر:

  وإنّ المشرفيّةَ قد علمتم ... إذا يَعْصَى بها النفَرُ الكرامُ

  وقال في تثنية العصا:

  فجاءَتْ بِنَسْجِ العنكبوتِ كأنَّه ... على عَصَوَيْها سابرىٌّ مُشَبْرَقُ⁣(⁣٢)

  ومن الباب: عَصَوْت الجُرْح أعْصُوه، أي داوَيْتُه. وهو القياس، لأنّه يتلأّم أي يتجمَّع. وفي أمثالهم: «ألقى فلانٌ عصاه». وذلك إذا انتهى المسافرُ إلى عُشْبٍ وأزمع المقامَ ألقى عصاه. قال:

  فألقَتْ عصاها واستقرَّ بها النَّوى ... كما قرَّ عيناً بالإِيابِ المسافرُ⁣(⁣٣)

  ومن الباب

  قولُه ÷: «لا تَرْفَع عصاك عن أهلك».

  لم يُرِد العصا التي يُضرب بها، ولا أمَر أحداً بذلك، ولكنَّه أراد الأدب.

  قال أبو عبيد: وأصل العصا الاجتماع والائتلاف. وهذا يصحِّح ما قلْناه في قياس هذا البناء.

  والأصل الآخَر: العِصيانُ والمَعصية. يقال: عَصَى، وهو عاصٍ، والجمع عُصاة وعَاصون. والعاصي: الفَصِيل إذا عَصَى أُمَّه في اتِّباعها.


(١) ديوان جرير ٤٤٧ من قصيدة يهجو بها الفرزدق. والبيت كذلك في اللسان (عصا).

وأنشده الجاحظ في البيان (٣: ٧٩).

(٢) لذي الرمة في ديوانه ٤٠٣، واللسان (عصا) وقبله:

فأدلى غلامي دلوه يبتغى بها ... شفاء الصدى والليل أدهم أبلق.

(٣) البيت لمعقر بن حمار البارقي، كما في اللسان (عصا)، قال: «وقال ابن برى: هذا البيت لعبد ربه السلمى، ويقال لسليم بن ثمامة الحنفي».