معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

غف

صفحة 376 - الجزء 4

  شئٍ، كالشئ يُغْرَزُ. من ذلك قول العرب: غَلَلْتُ الشَّئ في الشّئ، إذا أثبتَّه فيه، كأنه غَرزْتَه. قال:

  وعينٌ لها حَدْرةٌ بَدْرَةٌ ... إلى حاجبٍ غُلّ فيه الشُّفُر⁣(⁣١)

  والغُلّة والغَليل: العَطَش. وقيل ذلك لأنَّه كالشَّئ ينْغلُّ في الجَوف بحرارة. يقال بَعيرٌ غَلَّانُ، أي ظَمْآن. والغَلَل: الماء الجاري بين الشَّجر.

  ومنه الغُلول في الغُنم⁣(⁣٢)، وهو أن يخفَى الشَّئ فلا يردَّ إلى القَسْم، كأنَّ صاحبَه قد غَلّه بين ثيابه.

  ومن الباب الغِلُّ، وهو الضِّغْن ينْغَلُّ في الصَّدر.

  فأمَّا

  قول النبي # «لا إغْلالَ ولا إسلال».

  فالإغلال: الخيانة، والقياس فيه واضحٌ. قال النَّمِر⁣(⁣٣):

  جزى اللَّه عنا جمرة ابنةَ نوفلٍ ... جزاءَ مُنِلٍّ بالأمانة كاذبِ⁣(⁣٤)

  وأمّا

  الحديث: «ثلاثٌ لا يُغِلُّ عليهنَّ قلبُ مُؤْمن».

  فمَنْ قال «لا يُغِلّ» فهو من الإغلال، وهو الخيانة. ومن قال «لا يَغِلّ» فهو من الغِلِّ والضِّغن.


(١) لامرئ القيس في ديوانه ١٦. وعجزه في الديوان:

«فشقت مآفيهما من أخر»، وتطابقه رواية اللسان (حدر، بدر)، لكن فيها «شقت» بالخرم.

(٢) في المجمل: «في المغنم».

(٣) في الأصل: «النمري»، تحريف. وهو النمر بن تولب بن أقيش بن عبد كعب بن عوف ابن الحارث بن عوف بن وائل بن قيس بن عكل بن عبد مناف. الأغانى (١٩: ١٥٧).

والبيت التالي منسوب إليه في الأغانى (١٥٩: ١٩) وإصلاح المنطق ٢٩٥ واللسان (غلل) والحيوان (١: ١٥).

(٤) في اللسان والحيوان: «حمزة ابنة نوفل»، وصوابه بالجيم والراء، كما في سائر المصادر.