معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

غد

صفحة 381 - الجزء 4

  من ذلك: «في الجنين غُرَّةٌ: عبدٌ أو أمةٌ»، أي عليه في دِيَته نَسَمَةٌ:

  عبدٌ أو أمة. قال:

  كلُّ قتيلٍ في كُليبٍ غرَّهْ ... حتَّى يَنال القتلُ آلُ مُرَّهْ⁣(⁣١)

  ومن الباب: الغَرِير، وهو الضَّمين، يقال: أنا غريرُك من فلانٍ، أي كفيلُك. وإنما سمِّىَ غريراً لأنّه مِثَالُ المضمونِ عنه، يؤخذ بالمال مثلَ ما يؤخذ المضمون عنه. ومحتملٌ أن يكون غِرَارُ السَّيف، وهو حدُّه، من هذا. وكلُّ شئٍ له حَدٌّ فَحَدُّه غِرَارٌ؛ لأنه شئ إليه انتهى طَبْعُ السَّيف ومثالُه.

  وأمَّا النقصان * فيقال: غارّت النّاقةُ تُغارُّ غِراراً، إذا نَقَصَ لبنُها.

  وفي الحديث: «لا غِرارَ في صلاةٍ ولا تسليم».

  فالغِرار في الصَّلاة: ألَّا يتمَّ ركوعَها أو سجودَها. والغِرار في السَّلام: أن يقول السَّلام عليك، أو يرُدَّ فيقول: وعليك. ومنه الغِرار، وهو النَّوم القَليل. قال الشاعر⁣(⁣٢):

  إنَّ الرَّزِيَّةَ من ثقيفٍ هالكٌ ... تَركَ العُيونَ فنومُهُنَّ غِرَارُ⁣(⁣٣)

  وقال جرير:

  ما بالُ نومِك في الفِراش غِرارا ... لو كان قلبُك يستطيع لطارا⁣(⁣٤)

  ومن الباب: بيع الغَرَر، وهو الخَطَر الذي لا يُدْرَى أيكون أم لا، كبيع العبدِ الآبِق، والطَّائرِ في الهواء. فهذا ناقصٌ لا يتمُّ البيع فيه أبداً. وغَرَّ الطائرُ فرخَه، إذا زَقَّه، وذلك لقلّته ونُقصَانِ ما معه.


(١) الرجز لمهلهل، كما في الأغانى (٤: ١٤٤). وأنشده في اللسان (غرر) بدون نسبة.

(٢) هو الفرزدق يرثى الحجاج. ديوانه ٣٦٥ واللسان (غرر).

(٣) في الأصل: «ونومهن غرارا»، صوابه من الديوان. وفي اللسان: «فنومهن غرار».

(٤) ديوان جرير ٢٢٦ برواية: «بالفراش غراراً لو أن قلبك يستطيع».