معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

أنف

صفحة 147 - الجزء 1

  وقد تخلف جعفر بن قُريع، فجاءَ ولم يبقَ من النّاقة إلا الأنف فذهب به، فسمَّوه به.

  هذا قول أبى عُبيدَة. وقال الكَلْبيّ: سُمُّوا بذلك لأن قُريع بنَ عوفٍ نَحَر جزوراً وكان له أربعُ نِسوة، فبعث إليهنَّ بلحمٍ خلا أمَّ جعفرٍ، فقالتْ أمُّ جعفر: اذهَبْ واطلُبْ من أبيك لحما. فجاء ولم يبق إلا الأنف فأخذهُ فلزِمَه وهُجِىَ به. ولم يزالوا يُسَبُّون بذلك، إلى أن قال الحطيئة:

  قومٌ هم الأنفُ والأذنابُ غيرهمُ ... ومن يُسَوِّى بأنفِ النّاقةِ الذَّنَبَا

  فصار بذلك مدحاً لهم. وتقول العرب: فلان أَنْفِى، أي عِزِّى ومَفْخَرِى.

  قال شاعر:

  ... وأَنْفِى في المَقامَة وافتخارِى ...

  قال الخليل: أنْف اللِّحية طرَفُها، وأنف كلِّ شئٍ أوّله. قال:

  ... وقد أخَذَتْ مِن أَنْفِ لِحيتَك اليدُ ... (⁣١)

  وأنف الجبَل أوّلُه وما بَدَا لك منه. قال:

  خذا أنْفَ هَرْشَى أوْقَفَاها فإنّه ... كِلا جانِبَىْ هَرْشَى لهنَّ طريقُ⁣(⁣٢)

  قال يعقوب: أنف البرد: أشدُّه. وجاء يعدُو أَنْفَ الشدّ، أي أشدّه. وأنف الأرض ما استقبل الأرضَ من الجَلَد والضَّواحى. ورجل مِئنافٌ يسير في أنْف النهار.

  وخَمْرَةٌ أُنُفٌ أوّلُ ما يَخرج منها. قال:


(١) هو لأبى خراش الهذلي. انظر اللسان (١٠: ٣٥٦). وصدره:

... تخاصم قوماً لا تلقى جوابهم ... .

(٢) هرشى: ثنية في طريق مكة. ويروى:

«خذي أنف هرشى.. .».

ويروى:

«خذا جنب هرشى.. .».

انظر المقاييس واللسان (هرش). ولم أجد للبيت نسبة.