معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

فقس

صفحة 444 - الجزء 4

  فقْرَتْهم الفاقرة، وهي الدَّاهية، كأنها كاسرةٌ لفَقار الظهر. وبعضُ أهلِ العلم يقولون: الفَقير: الذي له بُلْغَةٌ من عَيْشٍ * ويحتجُّ بقوله:

  أَمَّا الفَقير الذي كانت حَلُوبَتُه ... وَفْقَ العِيال فلم يُترَك له سَبَدُ⁣(⁣١)

  قال: فجعل له حَلوبةً، وجعَلَها وَفْقاً لعياله، أي قوتاً لا فَضْلَ فيه. وأمَّا الفقير فإنّه مَخرَج الماءِ من القناة، وقياسُه صحيح، لأنّه هُزِم في الأرض وكُسِر. وأمّا قولهم: أفْقَرَكَ الصَّيدُ، فمعناه أنَّه أمكَنَك من فَقَارِه حتَّى ترمِيَه. ويقال: فَقَرْتُ البعيرَ، إذا حَزَزتَ خَطمَه ثم جعلتَ على موضع الحزِّ الجَرِيرَ لتُذِلَّه وتَرُوضَه.

  وأفْقَرتُكَ ناقِتى: أعَرْتُك فَقَارَها لتركبَها. وقول القائل:

  مَا ليلةُ الفَقير إلَّا شَيطانْ⁣(⁣٢)

  فالفقير هاهنا: رَكىُّ معروف⁣(⁣٣). ويقال: فَقَرت للفَسِيل، إذا حفَرتَ له حينَ تغرسه، وفَقَرت الخَرَزَ، إذا ثقبتَه. وسَدَّ اللَّهُ مَفاقِره، أي أغناه وسَدَّ وجوهَ فقره⁣(⁣٤). قال:

  وإنَّ الذي ساقَ الغنَى لابنِ عامرٍ ... لَرَبِّى الذي أرجو لسدِّ مَفاقرِى⁣(⁣٥)

فقس

  الفاء والقاف والسين. يقولون: فَقسَ: مات⁣(⁣٦).


(١) البيت للراعى، كما في إصلاح المنطق ٣٦٠ واللسان (فقر، وفق) والمخصص (١٢:

٢٨٥، ٢٨٦). وأنشده في المجمل بدون نسبة.

(٢) بعده في اللسان (فقر) ومعجم البلدان (الفقير) مع تحريف في المعجم:

محنونة تودى بروح الإنسان.

(٣) وكذا في المجمل ومعجم البلدان. وفي اللسان: «ركية بعينها».

(٤) في الأصل: «وجو فقر».

(٥) أنشده كذلك في المحمل.

(٦) زاد في اللسان: «وقيل مات فجأة».