معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

فزع

صفحة 501 - الجزء 4

باب الفاء والزاء وما يثلثهما

فزع

  الفاء والزاء والعين أصلانِ صحيحان، أحدهما الذُّعر، والآخَر الإغاثة.

  فأمَّا الأوَّل فالفَزَع، يقال فَزِع يَفْزَع فَزَعاً، إذا ذُعِر. وأفزَعْتُه أنا. وهذا مَفْزَعُ القوم، إذا فَزِعوا إليه فيما يَدهَمُهم. فأمّا فَزَّعت [عنه] فمعناه كَشَّفت عنه الفَزَع. قال اللَّه تعالى: {حَتَّى إِذا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ}. والمَفْزَعة: المكان يلتجئ إليه الفَزِع. قال:

  طويلٌ طامحُ الطَّرف ... إلى مَفْزَعة الكلبِ⁣(⁣١)

  والأصل الآخر الفَزَع: الإغاثة⁣(⁣٢).

  قال رسول اللَّه ÷ للأنصار: «إنَّكم لَتَكْثُرون عند الفَزَع، وتَقِلُّون عند الطَّمَع».

  يقولون:

  أفزَعْتُه إذا رَعَبتَه، وأفْزعتُه، إذا أغثتَه. وفَزِعتُ إليه فأفزَعَنى، أي لجَأتُ إليه فَزِعاً فأغاثَنى. وقال الشَّاعر⁣(⁣٣) في الإغاثة:

  فقلتُ لكأسٍ ألجِمِيها فإنَّما ... نزَلنا الكثيبَ من زَرُودَ لنَفْزَعا⁣(⁣٤)


(١) لأبى دواد الإيادى، أو هو لعقبة بن سابق الهزانى، وقد سبق التحقيق في حواشي (طمح).

(٢) الظاهر أن معناه في الحديث الاستغاثة. وفي اللسان: «وقد يكون التقدير أيضاً عند فزع الناس إليكم لتغيثوهم».

(٣) هو الكلحبة العرني اليربوعي. المفضليات (١: ٣٠) واللسان (فزع).

(٤) كأس: اسم بنته. في اللسان: «حللت الكثيب» و «لأفزعا».