معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

قمش

صفحة 28 - الجزء 5

  فالأوَّل القِمَعُ معروف، يقال قِمَعٌ وقِمْع.

  وفي الحديث: «وَيلٌ لأَقْمَاع القول».

  وهم الذين يَسمَعون ولا يَعُون، فكأنَّ آذانَهم كالأَقْمَاع التي لا يَبْقَى فيها شئ. ويقولون: اقتمَعْتُ ما في السِّقاء، إذا شربتَه كلَّه، ومعناه أنك صِرْت⁣(⁣١) له كالقِمَع.

  والأصل الآخَر، وقد يمكنُ أنْ يُجمَعَ بينه وبين الأوَّل بمعنًى لطيف، وذلك قولهُم: قَمعْتُه: أذلَلْتُه. ومنه قَمَعْتُه، إذا ضربته بالمِقْمَع. قال اللّه تعالى:

  {وَلَهُمْ مَقامِعُ مِنْ حَدِيدٍ}. وسمِّى قَمَعَة بن الياس لأنَّ أباه أمره بأمرٍ فانقمع في بيته، فسمِّى قَمَعة. والقياس في هذا والأوَّلِ متقارِب؛ لأنَّ فيه الوُلوجَ في بيته وكذلك الماءُ يَنْقَمِع في القِمَع.

  والأصل الآخَر القَمَع: الذُّباب الأَزرق العظيم. يقال: تركناه يتَقمَّع الذِّبَّانَ من الفَرَاغ، أي يذُبُّها كما يتقمَّع الحِمار. وتُسمَّى تلك الذِّبَّانُ: القَمَعُ. قال أوس:

  ألم تر أنَّ اللَّهَ أنزلَ نَصرَه ... وعُفْرُ الظِّباء في الكِناسِ تَقَمَّعُ⁣(⁣٢)

  ويقال: أقْمَعتُ الرّجل عنِّى، إذا رددتَه عنك. وهو من هذا، كأنَّه طرَدَه.

  ومما حُمِل على التَّشبيه بهذا، القَمَعُ: ما فوق السَّناسِن من سَنام البعيرِ من أعلاه.

  ومنه القَمَع: غِلَظٌ في إحدى رُكبَتىِ الفَرَس. والقَمَع: بَثْرَةٌ تكون في المُوق من زيادةِ اللَّحم.


(١) في الأصل: «صوت».

(٢) كذا وصواب الرواية: «أرسل مزنة»، كما في المجمل واللسان وإصلاح المنطق ٤٩ والمخصص (٨: ١٨٣). وأما رواية المقاييس فهي في بيت آخر لرجل إسلامي أنشده ياقوت في رسم القادسية، وهو:

ألم تر أن اللّه أنزل نصره ... وسعد بباب القادسية معصم.