معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

قرت

صفحة 82 - الجزء 5

  يا ربَّةَ البيتِ قُومِي غيرَ صاغرةٍ ... ضُمِّي إليكِ رِحالَ القومِ والقُرُبا

  وقال الشَّاعر⁣(⁣١) في القُرْب، وهي الخاصرة:

  وكنتُ إذا ما قُرِّبَ الزّادُ مولعاً ... بكلِّ كميتٍ جَلْدةٍ لم تُوَسَّفِ⁣(⁣٢)

  مُدَاخَلةِ الأَقْرَاب غيرِ ضئيلةٍ ... كُميتٍ كأنّها مزادةُ مُخْلِفِ

قرت

  القاف والراء والتاء أُصَيلٌ يدلُّ على قُبْح في سَحْنة⁣(⁣٣).

  يقولون: قَرِتَ وجه الرجل: تغيّر من حُزْن. وأصل ذلك من قَرِتَ الدَّم، إذا يَبِس بين الجلد واللّحم. وهو دمٌ قَارِتٌ. وقَرِتَ الجلدُ، إذا ضُرِبَ فاسودَّ.

قرح

  القاف والراء والحاء ثلاثةُ أصولٍ صحيحةٍ: أحدُها يدلُّ على ألمٍ بجراحٍ أو ما أشبَههَا، والآخَر يدلُّ على شيءِ من شَوْب، والآخِر على استنباطِ شيء.

  فالأوَّل القَرْح: قرْح الجِلد يُجرَح⁣(⁣٤). والقَرح: ما يخرُجُ به من قُروحٍ تؤلمه. قال اللَّه تعالى: {إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ} فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ. يقال قَرَحَه، إذا جَرحَه، والقَرِيح: الجريح. والقَرِح⁣(⁣٥): الذي خَرجَتْ به القُروح.

  والأصل الثاني: الماء القَرَاح: الذي لا يشُوبُه غيره. قال:

  بِتْنا عُذوباً وباتَ البقُّ يَلسِبُنا ... نَشْوِي القَراحَ كأَنْ لا حيَّ بالوادِي⁣(⁣٦)


(١) هو الأسود بن يعفر، كما في اللسان والتاج (وسف).

(٢) أنشده في اللسان (جلد) بدون نسبة.

(٣) السحنة، بالفتح: اللون. وفي الأصل: «سمجة»، تحريف.

(٤) في المجمل: «بجراح».

(٥) والقريح أيضا.

(٦) أنشده في اللسان (لسب، شوا). وانظر مثيل هذا البيت في (عذب).