معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

قصر

صفحة 97 - الجزء 5

  إذا حبستَه، وهو مَقْصُور، أي محبوس. قال اللَّه تعالى: {حُورٌ مَقْصُوراتٌ فِي الْخِيامِ}. وامرأةٌ قاصِرَة الطَّرف: لا تمدُّه إلى غير بَعلِها، كأنَّها تحبِس طرْفَها حَبْسا. قال اللَّه سبحانه: {فِيهِنَّ قاصِراتُ الطَّرْفِ}. ومن الباب: قُصارَاك أن تفعَلَ كذا وقَصْرُكَ، كأنَّه يراد ما اقتصرت عليه وحَبَسْتَ نفسَك عليه. والمَقَاصِر:

  جمع مَقْصُورة، وكلُّ ناحيةٍ من الدار الكبيرة إذا أحيط عليها فهي مَقْصُورة.

  وهذا جائزٌ أن يكون من القياس الأوَّل. ويقولون: فرسٌ قَصِيرٌ: مقرَّبة مُدْناةٌ لا تُترك تَرود، لنَفاستها عند أهلها. قال:

  تراها عند قُبَّتِنا قَصِيراً ... ونبذُلُها إذا باقَتْ بَؤُرقُ⁣(⁣١)

  وجارية قَصِيرةٌ وقَصُورةٌ من هذا. والتِّقصار: قلادةٌ شبيهة بالمخْنَقة، وكأنَّها حُبِست في العُنق. قال:

  ولها ظبيٌ يؤرِّثها ... جاعلٌ في الجِيد تِقصارَا⁣(⁣٢)

  ومن الباب: قَصْر الظَّلامِ، وهو اختلاطُه. وقد أقبلَتْ مَقاصر الظَّلام، وذلك عند العشيّ. وقد يمكن أنْ يُحمَل هذا على القياس فيقال: إنَّ الظَّلامَ يَحبِس عن التصرُّف. ويقال: أقصَرْنا، إذا دخلْنا في ذلك الوقت. ويقال لذلك الوقت المَقْصَرة⁣(⁣٣)، والجمع مَقاصر. قال:


(١) البيت لزغبة الباهلي أو مالك بن زغبة الباهلي، أو جزء بن رباح الباهلي. اللسان (قصر، بوق).

(٢) في الأصل: «يؤرقها»، تحريف، صوابه في اللسان (قصر، أرث) حيث نسب البيت إلى عدى بن زيد العبادي.

(٣) هو كمرحلة ومقعد ومنزل، كما في القاموس.