معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

قضم

صفحة 99 - الجزء 5

قضم

  القاف والضاد والميم كلمتانِ متباينتان لا مناسبةَ بينهما: إحداهما القَضْم: قَضْم الدّابَّة شعيرَها؛ يقال قَضِمَتْ تَقْضَم. ويقولون: ما ذُقتُ قَضَاماً.

  ويقال: القَضْم: الأكل بأطراف الأسنان، والخَضْم بالفم كلِّه.

  والكلمة الأخرى: القَضِيم، يقال إنَّه الجِلدُ الأبيض، أو الصَّحيفة البيضاء.

  قال النابغة:

  كأنَّ مَجرَّ الرامساتِ ذُيولَها ... عليه قَضِيمٌ نَمَّقَتْهُ الصَّوانعُ⁣(⁣١)

قضي

  القاف والضاد والحرف المعتل أصلٌ صحيح يدلُّ على إحكام أمرٍ وإتقانِه وإنفاذه لجهته، قال اللَّه تعالى: {فَقَضاهُنَّ} سَبْعَ سَماواتٍ فِي يَوْمَيْنِ أي أحكَمَ خَلْقَهنّ. ثم قال أبو ذؤيب:

  وعَليهما مَسرودتانِ قَضاهما ... داودُ أو صَنَعُ السَّوابِغِ تُبَّعُ⁣(⁣٢)

  والقَضَاء: الحُكم. قال اللَّه سُبحانه في ذكر من قال: {فَاقْضِ} ما أَنْتَ قاضٍ أي اصنَعْ واحكُمْ. ولذلك سمِّي القاضي قاضياً، لأنَّه يحكم الأحكامَ ويُنْفِذُها.

  وسمِّيت المنيّةُ قضاءً لأنّه أمر يُنْفَذُ في ابن آدم وغيرِه من الخَلْق. قال الحارث ابن حِلِّزة:

  وثمانونَ من تميمٍ بأيدي ... هِمْ رماحٌ صُدورهنَّ القضاءُ⁣(⁣٣)

  أي المنيّة. وكلُّ كلمةٍ في الباب فإنَّها تجري على القياس الذي ذكرناه، فإذا


(١) ديوان النابغة ٥٠ واللسان (قضم).

(٢) ديوان الهذليين (١: ١٩) والمفضليات (٢: ٢٢٨) واللسان (صنع، قضى).

(٣) البيت من معلقته المشهورة.