معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

قفح

صفحة 113 - الجزء 5

  قال: فكأنَّه من الأضداد. وهذا الذي قاله فإنَّ المعنى فيه إذا اتَّهمه: قفاه أي تَبِعه يطلب سيّئةً عنده، وإذا كان خِيرَتَه قَفاه أيضاً أي تَبِعه يرجو خَيْره. وليس ذلك عندنا من طريقة الأضداد في شيء. والقَفِيُّ والقَفاوة: ما يُدَّخر من لبن أو غيرِه لمن يُراد تكرمتُه به. وهو من القياس، كأنَّه يُرادَ [و] يتبَع به إذا اهدى له قال سلامة:

  ليس بأسفَى ولا أقَنى ولا سَغِلٍ ... يُسقَى دواءَ قَفِيِّ السَّكْنِ مَرْبوبِ⁣(⁣١)

  وقولهم: قَفَوت الرَّجُل، إذا قذفْتَه بفُجورٍ⁣(⁣٢) هو من هذا، كأنّه أتْبَعَه كلاماً قبيحاً.

  وفي الحديث: «لا نَقْفُو أمَّنا⁣(⁣٣)».

قفح

  القاف والفاء والحاء، قال ابنُ دريد⁣(⁣٤): قَفَحت: نَفسُه عن الشّيء إذا كرهَتْه. قال: وهو في شِعر الطرِمّاح⁣(⁣٥).

قفخ

  القاف والفاء والخاء كلمةٌ واحدةٌ * وهو ضربُ الشَّيء اليابس على مِثله. يقال قَفَخ هامتَه. قال:

  ... قَفخاً على الهامِ وبَجّاً وَخْضا⁣(⁣٦) ...


(١) ديوان سلامة بن جندل ٨ والمفضليات (١: ١١٩) واللسان (نفا).

(٢) في الأصل: «بعجوز»، صوابه في المجمل واللسان.

(٣) في اللسان: وقال النبي : «نحن بنو النضر بن كنانة لا نقذف أبانا ولا نقفو أمنا».

(٤) الجمهرة (٢: ١٧٥).

(٥) وكذا ورد الكلام في المجمل والجمهرة. يشير إلى قول الطرماح في ملحقات ديوانه ١٨٩:

يسف خراطة مكر الجنا ... ب حتى ترى نفسه قافحه.

(٦) لرؤبة في ديوانه ٨١ واللسان (قفخ، بجج)، وقد سبق في (بج).