معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

كلم

صفحة 132 - الجزء 5

  يجفظُكم منه، بمعنى لا يَحميكم أحدٌ منه، وهو الباب الذي ذكرناه أنّه المراقَبة، لأنّه إذا حفظه نَظَر إليه ورَقَبه. ومن هذا القياس قولُ العرب: تكلأْت كُلْأةً، أي استنسأْت نَسِيئَة؛ وذلك من التأخير. ومنه

  الحديث: «نَهَى عن الكالئ بالكالئ».

  بمعنى النَّسيئة بالنسيئة. وقول القائل:

  ... وعينُه كالكالِئ الضِّمارِ⁣(⁣١) ...

  فمعناه أنّ حاضرَه وشاهده كالضِّمار، وهو الغائب⁣(⁣٢) الذي لا يُرجَى. وإنّما قلنا إنّ هذا البَاب من الكُلأَة لأنَّ صاحبَ الدَّين يرقُب ويَحفَظ متى يحُلُّ دَينه.

  فالقياسُ الذي قِسناه صحيحٌ. [و] يقال: اكتلَأْت من القوم، أي احترستُ منهم. وقال:

  أنَختُ بعيرِى واكتَلَأْتُ بعَينِه ... وآمرتُ نفسي أيَّ أَمْرَيَّ أفْعَلُ⁣(⁣٣)

  ويقال: أكلأت بصرِي في الشَّيء، إذا ردَّدته فيه. والمُكلّأُ⁣(⁣٤): موضع تُرفأُ فيه السُّفُن وتُستَر من الرِّيح. ويقال إنّ كَلَّاءَ البَصرة سمِّيت بذلك.

  والأصل الآخر الكلَأ، وهو العُشب؛ يقال أرضٌ مُكْلِئة: ذات كلأ، وسواءٌ يابسُهُ ورطبُه. ومكانٌ كالئ مثل مُكْلِئ.

  والأصل الثالث الكُلْيةُ، وهي معروفة، وتستعار فيقال الكُلْية: كُلية المزادة


(١) وكذا ورد إنشاده في المجمل، وهو الصواب. وفي اللسان (كلأ): «المضمار» تحريف، وجاء على الصواب في اللسان (ضمر) وشرح الحماسة للمرزوقى ١٢٤٠.

(٢) في الأصل: «الفايت» صوابه في المجمل واللسان (ضمر).

(٣) البيت لكعب بن زهير في ديوانه ٥٥ واللسان (كلأ). وفي الأصل: «واحترست بعينه»، صوابه من الديوان واللسان والمجمل وفي الديوان: «أنخت قلوصى واكتلأت بعينها».

(٤) في الأصل: «المكلأة»، صوابه في المجمل واللسان، ويقال أيضا «الكلاء» كشداد كما فيهما.