معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

لمس

صفحة 210 - الجزء 5

لمس

  اللام والميم والسين أصلٌ واحدٌ يدلُّ على تطلُّبِ شيء ومَسيسِه أيضاً. تقول: تلمّستُ الشّيءَ، إذا تطلَّبْتَه بيدك. قال أبو بكر بن دريد: اللّمس أصلُه باليد ليُعرَف مَسُّ الشّيء، ثم كثُرَ ذلك حتَّى صار كلُّ طالب مُلتمِساً⁣(⁣١).

  ولَمَسْت⁣(⁣٢)، إذا مَسِسْتَ. قالوا: وكلُّ مَاسٍّ لامس. قال اللَّه سُبحانه:

  {أَوْ لامَسْتُمُ النِّساءَ}، قال قومٌ: أُريد به الجماع. وذهَبَ قوم إلى أنّه المَسيس، وأنَّ اللَّمْس والملامَسة يكون بغير جماع. وأنشدوا⁣(⁣٣):

  لَمَسْتُ بكفِّي كفّه أبْتَغِي الغِنَى ... ولم أدرِ أنَّ الجودَ من كفِّه يُعدِى⁣(⁣٤)

  وهذا شعرٌ لا يحتجُّ به. واللّمَاسة⁣(⁣٥): الطَّلِبةُ والحاجة. ويقال: «لا يَمنَع يدَ لامِسٍ»، إذا لم تكن فيه منفعة ولا له دِفاع. قال:

  ... ولولا همُ لم تَدفَعُوا كفَّ لامِسِ ...

لمظ

  اللام والميم والظاء أُصَيلٌ بدلُّ على نُكتةِ بَياض. يقال: به


(١) الجمهرة (٣: ٥٠).

(٢) يقال لمس يلمس، من بابى ضرب ونصر.

(٣) بدله في المجمل: «واحتج الشافعي يقول القائل».

(٤) البيت مما اختاره أبو تمام في الحماسة (٢: ٢٨٨)، وهو بيتين ثانيهما:

فلا أنا منه ما أفاد ذوو الغنى ... أفدت وأعدانى فأتلفت ما عندي

وفي عيون الأخبار (١: ٣٤٤): «دخل شاعر على المهدى فامتدحه فأمر له بمال، فلما قبضه فرقه على من حضر، وقال.. .». وأنشد البيتين، برواية:

«وما خلت أن الجود»

و

«وأعداني فبددت».

وفي الأغانى (١٨: ٩٤) أن ذلك الشاعر الذي دخل على المهدى هو عبد اللّه بن سالم الخياط، وأن المهدى أمر له بخمسين ألف درهم.

(٥) اللماسة، بضم اللام وفتحها.