معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

لهث

صفحة 214 - الجزء 5

  ويقولون للعَطشان: لَهْبَان، وهذا على جهة الاستعارة، كأنَّ حرارةَ جوفه تَلتهب. ويقولون: اللَّهَب: الغُبار السَّاطع. فإن صحَّ فاستعارةٌ أيضا. ويقال:

  فَرَسٌ مُلْهِبٌ، إذا أثارَ الغبار. وللفرس أُلْهُوب، اشتقَّ كلُّ هذا من الأوّل.

  قال امرؤ القيس:

  فللزَّجْرِ أُلهوبٌ وللسّاقِ دِرَّةٌ ... وللسَّوط منه وَقْعُ أخْرَجَ مُهْذِبِ⁣(⁣١)

  واللَّهَب واللُّهاب: اشتعال النّار، ويستعمل اللُّهاب في العَطَش، فأمَّا اللِّهب، وهو المَضِيق بين الجَبَلَين فليس من هذا، وأصله الصَّاد، وإنَّما هو لِصْب، فأُبدلت الصاد هاءَ. وبنو لِهْبٍ: بطنٌ من العرب.

لهث

  اللام والهاء والثاء كلمةٌ واحدة، وهي أنْ يَدْلَعَ الكلبُ لسانَه من العطش. قال اللَّه تعالى: {إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ}. واللُّهَاث: حَرُّ العطَش. وهذا إنَّما هو مقيسٌ على ما ذكرناه من شأن الكلب.

لهج

  اللام والهاء والجيم أصلٌ صحيح يدلُّ على المثابَرَة على الشَّيء وملازمتِه، وأصلٌ آخرُ يدلُّ على اختلاطٍ في أمرٍ.

  يقال: لَهِجَ بالشَّيء، إذا أُغرِيَ به وثابَرَ عليه، وهو لَهِجٌ. والمُلْهِج:

  الذي لَهِجتْ فِصالُه برَضَاعِ أُمَّهاتِها فيَصْنَعُ لذلك أخِلّةً يشدُّها في خِلْفِ


(١) ديوان امرئ القيس ٨٥ واللسان (لهب).