معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

من

صفحة 267 - الجزء 5

كتاب الميم

باب الميم وما بعدها في المضاعف والمطابق

من

  الميم والنون أصلان. أحدهما يدلُّ على قطع وانقطاع، والآخر على اصطناع خير.

  الأوّل [المنّ]: القطع، ومنه يقال: مَنَنْتُ الحبلَ: قطعته. قال اللَّه تعالى:

  {فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ}. والمَنُون: المنيّة، لأنها تنقص العدد وتقطع المدَد.

  والمنُّ: الإعياء، وذلك أنّ المُعْيِيَ ينقطع عن السَّير. قال:

  ... قلائصاً لا يشتَكِين المَنَّا ...

  والأصل الآخر المَنُّ، تقول⁣(⁣١): مَنّ يمنّ منًّا، إذا صنع صُنعًا جميلًا. ومن الباب المُنّة، وهي القُوَّة التي بها قِوام الإنسان، وربما قالوا: مَنَّ بيدٍ أسداها، إذا قَرَّع بها. وهذا يدلُّ على أنّه قطع الإحسان، فهو من الأوّل.

مه

  الميم والهاء كلمتان تدلُّ إحداهما على زَجْر، والأخرى على مَنْظَرٍ ولَذَّةٍ.

  فالأولَى قولهم: مَهْ⁣(⁣٢). ومهمه به: زَجره بقوله له ذلك. والمَهْمَه: الخرق الأملس الواسع.


(١) في الأصل: «المن من يقول».

(٢) في الأصل: «مكة» تحريف. وبعدها كلام مقحم وهو «إذا زجروه ومهمه به زجروره».