معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

مر

صفحة 270 - الجزء 5

  ومما شذّ عن الباب ماءٌ إمِدَّانٌ: شديد المُلوحة.

مر

  الميم والراء أصلانِ صحيحان، يدلُّ أحدهما على مضىِّ شيءِ، والآخر على خلاف الحلاوة والطِّيب.

  فالأوّل مرّ الشيء يمُرّ، إذا مضَى. ومَرُّ السَّحابِ: انسحابُه ومضيُّه. ولقيته مرّةً ومرتين إنّما هو عبارة عن زمانٍ قد مرّ. ويقولون: لقيته مرّة من المرّ، يجمعون المرّة على المَرّ.

  والأصل الآخر أمَرَّ الشَّيءُ يُمِرّ ومَرّ، إذا صار مرًّا. ولقيت منه الأمرَّينِ، أي شدائد غير طيِّبَة. والأمرّان: الهمّ والمرَض⁣(⁣١). والأمرّ: المصارين يجتمع فيها الفَرث. قال:

  ولا تُهْدِي الأمَرَّ وما يليهِ ... ولا تُهدِنَّ معروقَ العِظامِ⁣(⁣٢)

  وسمِّي الأمرَّ لأنّه غير طيّب. ثم سمِّيت بعد ذلك كلُّ شدّةٍ وشديدة بهذا البناء. يقولون: أمررت الحبلَ: فتَلتُه، وهو مُمَرّ. والمرّ: شِدّة الفَتْل. والمَرِير:

  الحبل المفتول. وكذلك المريرة: القُوّة منه. والمَرِيرة: عِزّة النَّفس. وكلُّ هذا قياسُه واحد. والمُرَار: شجرٌ مُرّ.

  أمَّا المَرمر فضربٌ من الحجارة أبيض صافٍ. والمَرْمَرَة أيضا: نَعمة الجِسم وتَرجرُجُه. وامرأة مَرْمارة، إذا كانت تترجرج من نَعمتها.


(١) في المجمل: «الهرم والمرض»، وفي أساس البلاغة «المرض والهرم»، وفي اللسان: «الشر والأمر العظيم»، وفي القاموس: «الفقر والهرم، أو الصبر والثفاء»، وهما نبتان. وفي جنى الجنتين:

«العرى والجوع».

(٢) قبله في اللسان (مرر):

إذا ما كنت مهدية فأهدى ... من المأنات أو فدر السنام.