معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

مط

صفحة 273 - الجزء 5

  منه مضَّنِي الشَّيءُ وأمضَّنِي: بلغ منِّي المشقّة، كأنّه قد ضغطك. والمَضْمَضَة: تحريك الماء في الفَم وضغطه. والكحلُ يمضُّ العين، إذا كانت له حُرْقة. ومَضِيضُه:

  حُرقَته. ويقولون: مِضِّ⁣(⁣١)، وهي حكايةٌ لشيءٍ يفعله الإنسان بشفته إذا أَطمَعَ في الشيء⁣(⁣٢). يقولون للرّجُلِ إذا أقرَّ بحقٍّ عليه: مِضِّ. ومثلٌ من أمثالهم:

  «إنَّ في مِضِّ لطَمَعا»، قالوا: وذلك إذا سُئِل حاجةً فكسر شفَتَيه.

مط

  الميم والطاء أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على مدِّ الشيء. ومَطُّه: مَدُّه.

  والقياس فيه وفي المُطَيطاء واحدٌ، وهو المشي بتبختُر، لأنّه إذا فعل مَطّ أطرافَه.

  قال اللَّه تعالى: {ثُمَّ ذَهَبَ إِلى أَهْلِهِ يَتَمَطَّى}، قالوا: أصله يتمطَّط، فجعلت الطاء الثالثة ياءً للتخفيف. ومطّ حاجِبَيه: تكبَّر، وهو منه. ومنه المَطِيطة: الماء المختلِط بالطِّين؛ وهذا يكون إذا مدّ الماءَ مياهُ سيلٍ كدرة.

مظ

  الميم والظاء كلمةٌ تدلُّ على مشارَّة ومنازعة. وماظَظْتُه مماظّة ومِظاظا: شارَرتُه ونازعته.

  وفي الحديث: «لا تُمَاظَّ جارك فإنّه يبقى ويَذهب النّاس».

  ومن غير هذا المَظُّ: رمَّان البَرِّ.

مع

  الميم والعين كلمةٌ تدلُّ على اختلاطٍ وجلبةٍ وما أشبه ذلك.

  منه المَعْمعة: صوت الحريق وصوت الشُّجعان في الحرب. والمَعمعان: شدّة الحرّ.

  قال ذو الرمة:


(١) مض، بكسر الميم والضاد المشددة.

(٢) هي أن يقول الإنسان بطرف لسانه شبه لا، وهي مع ذلك كلمة مطمعة في الإجابة.